بين الشك والتحليل البصري وحتى إعادة تمثيل المشهد بطريقة سينمائية، وبين التصديق إلى درجة الانبهار بمستوى قوة الصورة التي قدمتها “داعش”، سواء خلال حرق الطيار الأردني حيا أو إعدام ال21 رهينة مصرية، سادت حالة من التشويش حقيقة الأفلام التي قدمتها “داعش” للعالم في محاولة لإبراز قوتها وعزيمتها على القتل الوحشي دون هوادة لكل من لا يتفق مع سياستها. مشاهد أقرب للسينما دفعت بعشرات خبراء السينما، ليس فقط العرب وإنما أيضا في العالم، نحو التسابق في ما بينهم بحثا عن إجابة على السؤال الذي لا يزال يحير العالم: “هل قتلت وأحرقت “داعش” رهائنها بتلك الطريقة البشعة حقا؟”. لغاية كتابة هذه الأسطر لم تتوقف آراء خبراء السينما عن تحليل مشاهد أفلام “داعش”، فالتقنيات المتطورة وزوايا التصوير عالية الدقة، بالإضافة إلى تحركات أفراد “داعش” أمام الشاشة وملابسهم، أوحت للجميع أن الحرب التي تريدها “داعش” هي حرب إعلامية بالدرجة الأولى يسودها الترهيب وتسكن قلوب العالم الخوف والهزيمة، فالجلاد هذه المرة يشعر بالفخر وهو يخاطب العالم بالسكين والنار، لتنتقل المعركة في مواجهة الإرهاب لأول مرة إلى التحليل السينمائي وتستدعي مخرجي السينما وحتى الممثلين. كما دفع الأمر قناة “أم تي في” اللبنانية إلى إعادة تصوير مشهد نحر الرهينة، لتظهر للعالم أن الخدعة البصرية يمكنها أن تكون أقوى من الحقيقة في كثير من الأحيان، ففريق القناة اللبنانية أعاد تصوير مشهد الذبح وكانت المفاجأة صادمة للجميع، حيث إن المشهد الذى قام به فريق عمل البرنامج لا يفرق مطلقاً عن مشهد الذبح الحقيقي الذى نشرته “داعش”. ولأول مرة لم يكن تحليل عملية إرهابية مقتصراً على المنظور السياسي، فالتحليل السينمائي للفيديو هذه المرة كان الأبرز والأهم، حيث كانت له دلالات وحمل رسائل ضمنية، ودخل المخرجون والسينمائيون على خط تحليل عملية إعدام “داعش” للرهائن. كما قال المخرج خالد يوسف إن فيديو ذبح ال21 مصريًا على يد “داعش” تمثيلي 100%، استُخدمت فيه أحدث أنواع الكاميرات. وجهة نظر أخرى سينمائية تصبّ في رأي التشكيك قدّمها المخرج والمنتج مجدي الهواري، مؤكدا أن الفيديو تمت صناعته على مدار أسبوع واحتاج مليون دولار. من جهته، قال خبير الخدع السينمائية حسام الدالي إن فيديو إعدام العمال المصريين في ليبيا يظهر استسلاما واضحا للعمال دون أى مقاومة، ما يظهر أنهم تم إعطاؤهم “مخدرا” حتى يبرز الاستكانة. وهكذا أصبحت السينما اليوم جزءا هاما من معركة “الإرهاب”، ولهذا فإن إعلانات التنظيم الإرهابى يشرف عليها أكثر من 500 إرهابي، أغلبهم من البرتغال وبريطانيا واليابان، تابعون للمؤسسات الإعلامية الرسمية ل«التنظيم”، حيث نشرت مواقع إرهابية تطلب خبراء فى المونتاج والتصوير والإخراج بمرتب 7 آلاف دولار شهرياً!