وصفت شخصيات محسوبة على المعارضة رسالة الرئيس بوتفليقة التي أكد فيها المضي في استغلال الصخري، بأنها “بالغة الخطورة” لكونها “تستفز الجزائريين المنتفضين منذ شهرين ضد هذا المشروع”، فيما هاجمت القوى المتكتلة في هيئة التشاور والمتابعة ما اعتبرته “توظيف مصالح الأمن لخنق الحريات الفردية والجماعية بطريقة تعسفية”، على خلفية منع الوقفات التي دُعي إليها الجزائريون في ذكرى تأميم المحروقات. قال عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، إن “حديث الرئيس بوتفليقة أن الغاز الصخري هبة من الله، هو توظيف لحقائق في غير محلها، إذ أن الله سخر لنا كل شيء، لكنه وهبنا حسن التصرف، وأعطانا المنهج الصحيح للتعامل”. وقرأ جاب الله في الإصرار على استغلال الغاز الصخري “كأن السلطة ليست حرة في قرارها، وربما التزمت بقرارات قطعتها مع فرنسا أو غيرها، أصبحت معها غير قادرة على التراجع”. واعتبر رئيس “العدالة والتنمية” أن “استماتة السلطة في قمع وقفات أمس الأول، دليل على مدى الظلم الذي آلت إليه، وهي بعد أن كثر ظلمها أصابها الخوف”. أما سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، فوصف رسالة بوتفليقة بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات، ب”الاستفزاز غير المسؤول وبالغ الخطورة لسكان عين صالح وكل الجزائريين الرافضين لاستغلال الغاز الصخري”. وقال إن “بوتفليقة لا تهمه مشاعر الجزائريين، وكلامه سيزيد صب الزيت على النار في وقت يفترض منه أن يكون على الأقل واعيا بخطورة الوضع الذي أضحى يهدد الوحدة الوطنية للبلاد”. وخرج رئيس جيل جديد بتقييم إيجابي على العموم للوقفات التي نظمتها المعارضة، أمس الأول، في كل الولايات، إذ قال: “وصلنا للهدف المنشود وصوتنا أصبح مسموعا لدى كل المواطنين”. لكن جيلالي اعترف بنقص المشاركة الشعبية، ورد ذلك إلى الوعي العام والخوف الذي ما زال يسكن بعض الجزائريين من الخروج إلى الشارع، إلى جانب القمع الذي مارسته السلطة بمنعها الوقفات والتشويش عليها عبر كل الطرق الممكنة”. من جانبه، قال عثمان معزوز، مسؤول الإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن “الرسالة المعلنة باسم بوتفليقة تؤكد المأزق الذي يعاني منه النظام”. مشيرا إلى أن “بوتفليقة يعترف أخيرا بأنه عندما تجف آبار النفط، فإن الأزمة ستكون أصعب وأكثر مرارة”. وأوضح معزوز أنه “بدل أن يستجيب بوتفليقة لملايين الجزائريين الذين يدعونه لوقف التنقيب واستغلال الغاز الصخري، يواصل تجاهله وازدراءه، ويقدم بالمقابل رسالة ذر رماد في العيون لطمأنة زمرته وإنقاذ الحكومة والمؤسسات المشلولة وغير القادرة على مواجهة آمال المواطنين”. وأضاف أن “الجزائريين لا ينتظرون شيئا من بوتفليقة، حقوقهم ينتزعونها من خلال التعبئة في الشارع. لا ينفع انتظار من رجل مريض معالجة مشاكل بلد يئن تحت وطأة المشاكل”. وعقب اجتماعها، أمس، بمقر حركة النهضة، نددت هيئة التشاور والمتابعة، وهو التكتل المعارض الذي دعا لوقفات أمس الأول، ب”توظيف السلطات العمومية مصالح الأمن لخنق الحريات الفردية والجماعية بطريقة تعسفية، رغم رفع حالة الطوارئ واستعمال مؤسسات الجمهورية خارج صلاحياتها الدستورية، والاعتداء الجسدي الذي لم يسلم منه حتى رؤساء الأحزاب السياسية والهيئات الحقوقية”. وحيت الهيئة “كل المواطنين والمواطنات والمناضلين الذين لبوا النداء في كل الولايات وخارج الوطن، وانضباطهم رغم التحرشات والاستفزازات الممارسة ضدهم، وتوظيف وسائل الدولة التي هي ملك للشعب من هيئات ومنظمات نقابية وطنية ووسائل إعلامية عمومية وسلطات إدارية مركزية ومحلية ومال عام، من أجل التشويش على هذه الوقفات السلمية”. كما نددت بما قالت إنه “ظلم ممارس في حق المواطن علي بلحاج ومنعه من التحرك بحرية، في غياب أي مانع قانوني، وضد كل المضايقات التي يتعرض لها الناشطون الحقوقيون والسياسيون”. وأكدت “مواصلة نشاطها بمختلف الوسائل القانونية والسلمية من أجل تحقيق مشروع الانتقال الديمقراطي”.