الرئيس المصري السيسي لم يكتف بحل أكبر حزب سياسي في البلاد، وهو الإخوان، واتهامه بالإرهاب، بل ذهب إلى حد اعتبار منظمة حماس الفلسطينية إرهابية، وهي أقوى حزب في فلسطين نجح في الانتخابات الوحيدة التي جرت في فلسطين. ما فعله السيسي يشبه ما فعله النظام الجزائري قبل 25 سنة حين حل الفيس، لكن الأيام أجبرت النظام الجزائري على التفاوض مع الإرهابيين المسلحين بعد أن رفض التفاوض مع (الإرهابيين السياسيين). فهل يصل السيسي بمصر إلى حد التفاوض مع الإرهابيين المسلحين بعد أن زج بالسياسيين في السجون ولاحقهم بالعدالة المسيسة! في الجزائر منذ 1991 لم تجر انتخابات حرة ولن تجرى مادام منطق السلاح هو السائد في معالجة المسائل السياسية الحقيرة في البلاد. وفي مصر لن تجرى انتخابات حرة أيضا... ويجري الحديث الآن عن تأجيل الانتخابات التشريعية باستعمال العدالة في الصراع السياسي بالقانون، تماما مثلما حدث في الجزائر قبل 25 سنة! في فلسطين جرت انتخابات مرة واحدة، رئاسية وبرلمانية، ثم نصب أبومازن رئيسا أبديا لفلسطين التي قسّمت إلى دار للانبطاح لإسرائيل في رام الله، ودار ل”الإرهاب” السيساوي في غزة! الطريف في الأمر أن العربية السعودية ودول الخليج التي دعمت في التسعينيات حركة حماس الفلسطينية بالمال لتحطيم حركة فتح الفلسطينية ذات الميول المصرية، هذه السعودية هي اليوم تدعّم السيسي في اعتبار حركة حماس حركة إرهابية.. تماما مثلما تقول إسرائيل والسيسي... ! مصر والسعودية غاضبتان على حماس لأنها كانت تابعة لسوريا، وعندما تحطمت سوريا عادت ملكية حماس لقطر وتركيا... وثارت ثائرة مصر والسعودية على هذا التصرف في نقل الملكية من السعودية إلى قطر وتركيا ! في الشرق الأوسط لا تستطيع أن تعرف (من) مع (من) و(من) ضد (من)، وهذه الخاصية الشرق أوسطية انتقلت إلينا نحن في الجزائر.. وهي الحالة الوحيدة التي تدل على أننا لنا علاقة ما بالعرب... فالأحزاب السياسية الجزائرية لا تعرف لها مواقف سياسية.. فلا نعرف عن أي حزب لماذا هو ضد هذا ومع ذاك؟! فالأمور لا يحكمها أي منطق سياسي ولا إيديولوجي، بل يحكمها فقط منطق الدينار والدولار؟! وفي هذه أصبحنا في الجزائر كلنا في الهم شرق.. كما يقول المثل؟! لهذا لا غرابة إذا ما عاود الأشقاء في مصر التجربة الجزائرية بكل مآسيها، تماما مثلما نقلنا عنهم نحن تجربة الإصلاح الزراعي في السبعينيات والثمانينيات بكل مآسيها؟!