انطلقت، أمس، عبر مختلف أنحاء الوطن، عملية استدراك الحصص الضائعة خلال الإضراب الذي شنه الأساتذة المنضوون تحت لواء نقابة “كنابست” منذ 16 فيفري الماضي، بالثانويات والمؤسسات التربوية، وشهد اليوم الأول من العملية حضور الأساتذة، بينما قاطع جل التلاميذ هذه الحصص، لانشغال بعضهم بالدروس الخصوصية، فيما فضل البعض الآخر الاستفادة من العطلة التي اعتبروها حقا شرعيا، خصوصا وأن الوزيرة نورية بن غبريت صرحت بعدم إلزامية الحضور. في ولاية بومرداس، قاطع التلاميذ حصص الاستدراك بصفة شاملة، فيما رفضها عدد كبير من الأولياء، كونها تزيد من تعقيد نفسية أبنائهم المتمدرسين بعد شهر من الإضراب. وسجلت ثانوية دراوي توافدا قليلا للتلاميذ على هذه الحصص، بينما رفضت فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ بثانوية محمد العيد آل الخليفة بعاصمة الولاية، إجراء عملية الاستدراك، حيث أفاد رئيسها بأنه “لا يعقل أن يتم استدراك الدروس على حساب نفسية التلاميذ المهزوزة بعد شهر من الإضراب”، مضيفا “بأن نقابة “كنابست” تنوي بها الحصول على الأجور لا غير، ونحن نرفضها ونطالب بحصص دعم فقط لتلاميذ النهائي”. وعرفت ثانويات الغرب الجزائري عموما، تذبذبا كان متوقعا، حيث حضر الأساتذة وغاب جل التلاميذ لأسباب متشعبة، على غرار ثانويات ولاية وهران التي لبى الأساتذة المنضوون تحت لواء نقابة “كنابست” نداء العودة للتدريس من أجل الاستدراك “على الأقل في الأسبوع الأول من العطلة”، وبرر غياب التلاميذ بالتزامهم بالدروس الخصوصية، أو بتفضيل العطلة كحق شرعي، أو حتى بجهلهم للموضوع، حيث حمّل الأساتذة المسؤولية للإدارة التي رأوا أنها المعنية بإعلام التلاميذ. وفي عين تموشنت التحق جميع الأساتذة بثانوياتهم أين باشروا عقد جمعيات عامة قصد استئناف العمل، غير أن حضور التلاميذ كان محتشما للأسباب سالفة الذكر. وفي النعامة أيضا عزف تلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي عن الحضور لتدارك الحصص الضائعة، فيما كان حضور تلاميذ الأقسام النهائية محتشما في بعض المؤسسات، علما أن بعض المؤسسات لم يحضر بها لا الأساتذة ولا التلاميذ، حسبما أكدته مصادرنا. وبثانويات تلمسان لم يلتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة، ما دفع بالأساتذة للتوقيع على محاضر استئناف العمل بعد الإضراب الذي شنوه، حيث انتظروا التلاميذ لوقت طويل دون جدوى. وبولايات الشرق، التحق قرابة 1300 أستاذ ثانوي منضوي تحت لواء نقابة “كنابست” بالثانويات المتواجدة بقسنطينة، لتقديم الدروس في أول يوم من العطلة، في وقت فضل بعض التلاميذ الاستفادة منها باعتبارها حقا شرعيا، بينما انشغل بعضهم بالدروس الخصوصية، كما سجل غياب نصف تلاميذ الأقسام النهائية، كون الإدارة لم تعلمهم باستئناف الدراسة، يوم أمس، لاسيما وأن قرار تعليق الإضراب جاء منتصف ليلة الخميس. وكشف المكتب الولائي ل«كنابست” بالولاية، أن التحاقهم بالمؤسسات لدعم التلميذ بسيكولوجيا وليس لتعويض الدروس الضائعة في فترة الإضراب، أمام غياب وثيقة إلزامية من قبل الوزارة الوصية. وشهدت مختلف ثانويات ولاية جيجل التي مسها الإضراب، حضور الأساتذة المضربين قصد استدراك الدروس المتأخرة، لكنهم تفاجأوا بغياب الأغلبية الساحقة من التلاميذ الذين فضلوا الاستفادة من العطلة، الأمر الذي جعلهم يؤجلون الدروس إلى مواعيد لاحقة. وبرر الأولياء الغيابات بارتباط بعض التلاميذ بدروس الدعم خارج المؤسسات التعليمية، في وقت أصدرت مديرية التربية نداء لكافة التلاميذ المتضررين من الإضراب للالتحاق بمقاعد الدراسة قصد الاستفادة من التعويض. وفي ولاية تيزي وزو، اصطدم حضور الأساتذة في العديد من الثانويات أيضا بغياب التلاميذ، حيث ذكرت مصادر من مختلف أنحاء الولاية، أن الأساتذة المضربين التحقوا صباحا بمناصب عملهم، لكن إقبال التلاميذ على الثانويات لم يكن بهذا الحجم، كون العديد من التلاميذ المقاطعين لم يتنازلوا عن العطلة. ع. ز