دخلت عملية “عاصفة الحزم”، التي تقودها المملكة السعودية على الحوثيين في اليمن، يومها الثاني، أمس. وقال المتحدث الرسمي باسم العملية، العميد أحمد عسيري، إنه بالإضافة إلى دول التعاون الخليجي، باستثناء سلطنة عُمان، تشارك كل من المغرب والأردن والسودان وباكستان. غير أن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، أكد، أمس، أن إسلام آباد “لم تعد بتقديم دعم عسكري للتحالف العشري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن”، لكنه تعهد بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها. وقال آصف: “لم نتخذ قرارا بالمشاركة في هذه الحرب”. وأضاف: “في سوريا واليمن والعراق يجري إذكاء الانقسامات وينبغي احتواؤها. الأزمة لها تداعياتها في باكستان أيضا”. وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قالت، أول أمس، إنها “تدرس طلبا من السعودية لإرسال قوات إلى اليمن”. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن باكستان عبرت عن رغبتها في المشاركة في عملية “عاصفة الحزم”. كما أيد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عملية “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية، ل«دعم الشرعية” في اليمن، وحمل الحوثيين “المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع في اليمن، لانقلابهم على الشرعية ورفضهم دعوات الحوار”. جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد ونشره على موقعه الرسمي، مذيلا بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، ودعا فيه إلى “توقف القتال إذا أذعن الحوثيون إلى الحق وعادوا إلى الرشد”. ولقيت العملية الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي والتركي والعربي (وفق بيان مجلس الوزراء المنعقد يوم الخميس بالقاهرة)، وعارضتها إيرانوسوريا والعراق والاتحاد الأوروبي، بينما دعت روسيا والصين إلى اللجوء إلى الحوار والالتزام بقرارات مجلس الأمن. واستندت الدول العربية المشاركة في عملية “عاصفة الحزم”، “إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك والمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وانطلاقا من مسؤولياتها في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها”. وقد وقعت عدة دول عربية على وثيقة الدفاع العربي في 1950. وقال نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، إن “القرار تاريخي”. وفور الشروع في القصف على المواقع الحوثية، اتصل كاتب الدولة الأمريكي للخارجية، جون كيري، بنظرائه الخليجيين هاتفيا، وحيا “عمل التحالف العسكري على الحوثيين”، وأكد دعم واشنطن، بما في ذلك تبادل المعلومات حول تحديد الأهداف. وفيما يخص الأهداف التي قصفها التحالف الذي تقوده السعودية، دمرت “عاصفة الحزم” الدفاعات الجوية ومنصات صواريخ “سام” ومضادة للطائرات. وفي المقابل، قال قياديون حوثيون إن الطائرات السعودية استهدفت محلا تجاريا في كتاف، أسفر عن سقوط أربعة قتلى، وفي مغارة بمنطقة المدافن سقط 6 مدنيين من أسرة واحدة. واستهدف القصف، في اليوم الأول، مواقع حوثية في العاصمة اليمنية صنعاء، وتواصل أمس بنفس الوتيرة. كما استهدفت مواقع الحرس الجمهوري، الموالي لنجل الرئيس السابق، عبد الله صالح، في جبل نقم وجبل الصمع وقاعدة جوية قرب صنعاء. واشتدت، أمس، الاشتباكات في مطار عدن، حيث استعمل الحوثييون الدبابات. وأشارت الوكالات إلى مواجهات في مختلف المدن اليمنية، وسقوط قتلى من الحوثيين. وبالموازاة، توسع القصف الجوي إلى مدن أخرى حيث يتواجد مسلحو الحوثي. من جهة أخرى، عبرت أربع بوارج مصرية قناة السويس متجهة نحو عدن، دعما لعملية “عاصفة الحزم” السعودية. ويشار إلى أن مصر كانت من أول الداعمين للتدخل العسكري في اليمن وتقوم بالتنسيق مع السعودية.