تشكل الاوضاع والتطورات المتسارعة في اليمن أحد المحاور المهيمنة التي سيتم مناقشتها خلال أشغال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورتها ال 26 العادية المقررة اليوم وغدا. ويأتي هذا بعد قرار قوات جوية خليجية بقصف مواقع للحوثيين في اليمن في إطار عملية «عاصفة الحزم» لانتشال البلاد من حالة الفوضى التي تفرضها جماعة الحوثيين. وقد بدأت السعودية الاربعاء وتحالفا من أكثر من عشر دول عملية عسكرية في اليمن استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية لتقديم المساندة الفورية «بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية وكذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية». وحسب مصادر دبلوماسية فان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا تشاوريا حول كافة الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري وفي المقدمة منها الوضع اليمني وسبل دعم الجهود الخليجية في إطار العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، وعلى غرار الدول المشاركة في العملية العسكرية أبدت دول اخرى منها الأردن والسودان ومصر وباكستان رغبتها بالمشاركة فيها. السعودية وأكثر من 10 دول تخوض العملية العسكرية أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير أن المملكة وتحالفا من أكثر من عشر دول بدأت يوم الأربعاء عملية عسكرية في اليمن استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية. وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة في واشنطن أن «طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة «. وأضاف ان «العمليات محددة في الوقت الحالي بضربات جوية ضد مختلف الاهداف حول اليمن لكن هناك قوات عسكرية تم تعبئتها و التحالف «سيقوم بما يجب». ولم يكشف السفير الدول التي تشارك في العملية لكن قال انه «هذا القرارلم يجر اتخاذه بسهولة و قد تم التفكير فيه بعمق كبير واستشرنا بشكل وثيق جدا وبشكل مكثف العديد من أصدقائنا و شركائنا حول العالم و بالتحديد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأجرينا محادثات مثمرة للغاية مع الولاياتالمتحدة «. وأضاف «ونحن سعداء للغاية بنتائج هذه المناقشات». وقال «لدينا وضع يتمثل في وجود ميليشيا تسيطر او قد تتمكن من السيطرة على صواريخ باليستية وأسلحة ثقيلة وقوة جوية» مشيرا إلى أنه لايمكن السماح بتقدم الحوثيين. غارات على قصر الرئاسة بصنعاء وقاعدة العند الجوية قصف الطيران الحربي السعودي يوم الخميس قصر الرئاسة اليمنية بصنعاء وعدة معسكرات وقاعدة العند الجوية جنوب اليمن, والتي تخضع كلها لسيطرة جماعة الحوثي الشيعية. وقال مصدر عسكري لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن طائرات سعودية قصفت قصر الرئاسة اليمنية في منطقة السبعين بالعاصمة, ومعسكر ريمة حميد التابع للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح والواقع في منطقة سنحان إلى الجهة الشرقية من صنعاء. وأضاف «كما تم قصف معسكر الصباحة الواقع في الجهة الغربية للعاصمة صنعاء، ومواقع عسكرية عدة بالعاصمة». وحسب المصدر فإن القصف استهدف كذلك غرفة العمليات المشتركة التابعة لسلاح الجو اليمني بصنعاء، بالإضافة إلى استهداف قاعدة العند أكبر قاعدة عسكرية جوية يمنية تقع في محافظة لحج جنوب البلاد. واستهدفت عملية» عاصفة الحزم» التي أعلنتها السعودية, مقر قيادة سلاح الجو اليمني في قاعدة الديلمي الجوية، ومطار صنعاء إلى الجهة الشمالية من العاصمة. كما استهدف القصف معسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان وسط العاصمة ودمرت منصة إطلاق الصواريخ. ولا يزال القصف مستمرا وبشكل مكثف. وقال السكان أن المضادات تشن زخات كبيرة لمواجهة الطائرات الحربية في سماء صنعاء. ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية منذ أشهر واجتاح يوم الأربعاء عددا من المحافظاتالجنوبية وسيطروا على قاعدة العند العسكرية الجوية في محافظة لحج. «عاصفة الحزم» لوقف زحف الحوثيين ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين في اليمن والتي أدت إلى تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الدليمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية دون أي خسائر في القوات السعودية. كما قصف الطيران الحربي السعودي قصر الرئاسة اليمنية بصنعاء وعدة معسكرات تنفيذا لأمر الملك السعودي الذي أعطى الإشارة لإنطلاق عملية «عاصفة الحزم» منتصف ليلة الأربعاء إلى الخميس لوقف زحف الحوثيين نحو عدن. تباين المواقف الدولية حول التدخل الخليجي في الوقت الذي تواصل فيه طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية بقيادة السعودية قصف المواقع العسكرية والقيادية للحوثيين ضمن عملية «عاصفة الحزم» عبرت عدد منالدول عن تأييدها للعملية فيما أبدت أخرى مناهضتها. وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي دعمها للخطوة التي اتخذتها الدول الداعمة للشرعية الدستورية في اليمن بشن عنلية عسكرية لانتشال البلاد من حالة الفوضى التي تفرضها جماعة الحوثيين، مؤكدة رفضها لأي تدخل يقوض الشرعية المعترف بها دوليا مجددا. كما أعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها «ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن» استجابة لطلبها وأضافت أنه «جاري التنسيق حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا ما لزم الأمر في إطار عمل الإئتلاف وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة أمن المنطقة. من جهتها أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليا «تأييدها المطلق» للعمليات العسكرية العربية التي انطلقت الأربعاء.