ركز الرئيس المدير العام لنفطال سعيد أكراتش الذي نزل أمس ضيفا على فطور الصباح، عند عرض أسباب أزمة التموين بالوقود التي عاشها الجزائريون خلال الأيام القليلة الماضية، على حالة ”البسيكوز” التي غذَّتها إشاعة ندرة الوقود، والتي تعمل على رفع الطلب بشكل قياسي، معيدا التأكيد بأن السوق لا يواجه ندرة بدليل مضاعفة حجم الاستهلاك لاسيما في العاصمة، وكشف أكراتش عن جملة من الاستثمارات والمشاريع التي تقوم بها نفطال ضمانا لتدعيم شبكة التوزيع والتخزين. 120 ألف زبون إضافي يوميا “جزائريون في طوابير لساعات من أجل 50 دينارا من البنزين”! أكد الرئيس المدير العام لنفطال سعيد أكراتش على وفرة الوقود وعدم ندرته، مرجعا الضغط المسجل خلال الأيام الأخيرة على محطات الوقود إلى عوامل عديدة، أهمها التقلبات الجوية خلال الأسبوع الماضي التي تسببت في غلق ميناء الجزائر الممون لمحطات العاصمة وضواحيها، إضافة إلى حالة ”البسيكوز” التي عاشها الجزائريون تخوفا من تسجيل ندرة في الوقود، ما دفع بهم إلى المسارعة إلى محطات الوقود لملء الخزان عن آخره. بالمقابل، أكد أكراتش أن شبكة التوزيع ”آلة كبيرة” ومعقدة ومرتبطة بالعديد من القطاعات. قال الرئيس المدير العام لنفطال إن نفطال التي كانت بصدد إعادة تشكيل مخزون جديد بعد التذبذب في التموين الذي تسبب فيه غلق ميناء الجزائروسكيكدة، هذا الأخير الذي توقف عن النشاط لأكثر من 17 يوما خلال فصل الشتاء الماضي، ليعاد غلق ميناء الجزائر مرة أخرى، ما تسبب في تذبذب في التموين دون تسجيل أي ندرة. وحسب المسؤول الأول لنفطال، فإن ”محطة دون وقود لا تعني ندرة أو أزمة وقود”، حيث يمكن أن يتسبب الطلب المرتفع في نفاد المخزون الذي ينتظر صاحب المحطة إعادة تعويضه. وأفاد الرئيس المدير العام لشركة نفطال أن الضغط على محطات العاصمة خلال الأيام السابقة بدأ بعد نفاد مخزون محطتي وقود بالشفة بالبليدة، ليتنقل بعض سائقي السيارات إلى محطات العاصمة ويزيد بذلك الضغط عليها. وعن حالة ”البسيكوز” التي عاشها الجزائريون خلال الأيام الأخيرة، أوضح ذات المسؤول أنها كانت السبب الرئيسي في رفع حجم الطلب، حيث انتقل من ثلاثة ملايين ونصف لتر اعتادت المحطات توزيعها يوميا، إلى 8 ملايين لتر يوميا، بعد أن ارتفع عدد سائقي السيارات الذين يتزودون يوميا من الوقود في محطات العاصمة وضواحيها من 240 ألف شخص إلى 360 ألف شخص يوميا، أي 120 ألف زبون إضافي زاد الضغط على هذه الأخيرة. في الإطار ذاته، كشف الرئيس المدير العام لنفطال أن هناك من الجزائر من سجل دخولهم إلى محطات الوقود خلال الأيام الأخيرة من أجل ملء الخزان عن آخره، بما تقدر قيمته 50 دينارا، مطمئنا الجزائريين بوفرة المنتوج. الجزء الأكبر منها مركز على شبكتي النقل والتسويق استثمارات نفطال تفوق 35 مليار دينار هذه السنة أعلن المسؤول الأول لنفطال عن رصد استثمارات تفوق 35 مليار دينار خلال السنة الحالية، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على تدعيم قدرات التخزين والنقل كأولوية. وأوضع أكراتش أن نفطال استثمرت 32.610 مليار دينار برسم عام 2014، مقابل 25.190 مليار دينار في 2013، و17.819 مليار دينار في 2012، مستطردا أن 31% من الاستثمارات تخصص لشبكة النقل بالأنابيب وغيرها، فيما يتم تخصيص نسبة 31% لشبكة التسويق، مقابل 16% للتخزين و7% في مجال النقل والصيانة. وأشار مسؤول نفطال إلى أن مشاريع عديدة برمجت لضمان تدعيم شبكة النقل، منها أنبوب يربط بين سكيكدة وبرحال الممتد على طول 85 كم، وأرزيو بالبليدة على طول 418 كم، يضاف إلى ذلك توسيع قدرات التخزين. وتحوز نفطال على 44 خزانا للوقود و3 أنظمة للشحن و30 خزانا للوقود الخاص بالطيران و6 مراكز للسفن، فضلا عن 48 مركزا للتوزيع وشبكة تضم 2148 محطة، و15 مركزا للزفت، إلى جانب 32 مركزا لتحويل السيارات إلى غاز البروبان المميع وقود سيرغاز، فضلا عن 24 مركزا للزيوت والعجلات. وترتكز منظومة التوزيع لنفطال على شبكة تبدأ من الموانئ عبر الاستيراد ومصانع التكرير، أهمها سكيكدة وأرزيو والعاصمة وحاسي مسعود وأدرار، ويتم نقل الوقود عن طريق السفن والأنابيب على طول 1100 كم، فضلا عن شبكة الطرق بالشاحنات، إذ توظف الشركة 3500 سيارة نقل لغاز البروبان المميع وقود، وتسجل 6000 حركة شاحنات يوميا للتزود بالمواد البترولية، و2000 شحنة يوميا عبر الشاحنات، فضلا عن القطار، مع تسخير 150 عربة خزان يوميا عن طريق الشركة المختلطة بين نفطال والشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، كما يتم توفير 10 سفن لنقل الوقود عبر الموانئ. وترتكز شبكة التوزيع على 2148 محطة و549 نقطة بيع سيرغاز. يسمح بمتابعتهم عن بعد ومراقبة حجم الاستهلاك نظام آلي لتزويد محطات توزيع البنزين كشف مدير عام شركة نفطال سعيد أكراتش عن استحداث نظام آلي لتزويد محطات البنزين بالوقود، ويشكل النظام أحد الحلول العملية التي تسمح بمراقبة وتسيير للمحطات عن بعد، ومسايرة الطلب الذي يعرف زيادة محسوسة. وأوضح مسؤول نفطال أن هذه الأخيرة تقوم بعصرنة وتطوير نظام المعلومات، وباشرت عملية نموذجية لتجريب نظام التموين الآلي للمحطات لتصبح المحطات آلية، مضيفا أن مراقبة مستويات الاستهلاك وتزويد المحطات سيكون أسهل مقارنة بالنظام السابق، ويسهل أيضا معرفة مستوى الاستهلاك. ويندرج هذا النظام في إطار عملية عصرنة التسيير التي تشمل كافة الجوانب، منها ما يعرف بالتسيير المركزي للمنتجات ومحافظ الزبائن وتطوير شبكة الاتصالات باستخدام الألياف البصرية والتدفق العالي والجيل الثالث، ونظام العد الآلي، على أن يتم استكمال المنظومة على المدى القصير وسيتلمسه الزبون والمستخدم. ولاحظ المدير العام لنفطال أن الشركة تدرك النقائص المسجلة في مجال التوزيع وتعمل على تداركها وتجاوزها، إذ يرتكز نظام التوزيع على مصفاة سكيكدة بالدرجة الأولى وبالنقل بالبواخر، وأي خلل أو اضطراب يؤدي إلى الضغط، ومع ذلك فان نفطال تراعي صعوبات الميدان، وتتخذ دائما تدابير احتياطية في مجال تزويد السوق بالمواد البترولية. أكثر من 14 مليون طن منها 10 ملايين للمازوت الطلب على المواد البترولية تضاعف خلال 7 سنوات كشف مسؤول نفطال عن الارتفاع الكبير لمستوى الاستهلاك في سوق المواد البترولية، مشيرا إلى أن الجزائريين يستهلكون أكثر من 14 مليون طن من مختلف المواد، على رأسها المازوت. ووفقا للمعطيات المتوفرة لدى نفطال، فإن مستوى الاستهلاك ارتفع من 8.7 مليون طن في 2007 إلى 14.1 مليون طن في 2014، ويرتقب أن يتجاوز 15 مليون طن في السنة الحالية. ويستهلك الجزائريون 9.97 مليون طن من المازوت و4.12 مليون طن من البنزين، منها 1.06 مليون طن من البنزين الخالي من الرصاص، و1.94 مليون طن من البنزين الممتاز، فضلا عن 1.11 مليون طن من البنزين العادي، كما يتم تسجيل استهلاك 1.89 مليون طن من الغاز الطبيعي المميع وقود و315 ألف طن من سيرغاز. ويسجل الاستهلاك ارتفاعا مستمرا، حيث تضاعف خلال 7 سنوات، ويرتقب استمرار الارتفاع موازاة مع زيادة المستوى الإجمالي للاستهلاك سواء لدى المؤسسات والقطاعات، هذا الأمر يدفع نفطال إلى مواصلة استثماراتها وتدعيم قدرات التخزين والنقل، يقول أكراتش، لمواكبة ومسايرة هذا النمو الذي يعتبر إيجابيا. تهريب الوقود في الولايات الحدودية تقلص استقرار الطلب في تلمسان وسيدي بلعباس أشاد الرئيس المدير العام لنفطال بالمجهودات التي يبذلها الجيش وجميع السلطات المعنية بحماية الحدود، لمحاربة ظاهرة تهريب الوقود التي تقلصت بصفة محسوسة في الولايات الحدودية، ليستقر الطلب في أكبر ولايتين كانتا الوجهة الرئيسية لمهربي الوقود، تلمسان وسيدي بلعباس. في نفس الإطار، أوضح سعيد أكراتش أن الإجراءات الإدارية والتقنية التي اتخذتها الحكومة لتقييد عملية التموين بالوقود في محطات الولايات الحدودية، ساهمت بصفة كبيرة في تقليص الطلب في هذه الولايات، مشيرا إلى أن استهلاك مواطني الولايات الحدودية ”أصبح عاديا”، حيث لم يسجل بالنسبة لولاية تلمسان سوى زيادة بنسبة 1% مقارنة مع السنوات الأخيرة، عندما كان الطلب يصل إلى ذروته. أكراتش أكد أنها متعامل تاريخي ولكنها ليست في وضع المحتكر نفطال لا تخشى المنافسة ولم تعترض على تحرير السوق شدد مسؤول نفطال على أن الشركة ليست في وضع المحتكر في السوق، ولم تكن كذلك، كما أنها لم تعترض أبدا على تحرير أو فتح السوق الذي يتواجد حاليا في وضع تنافسي. وأشار مسؤول نفطال إلى أن الشركة لا تخشى المنافسة ولا تعترض على أي نشاط للمتعاملين، بل هي تتعامل أصلا مع شركاء ومتعاملين خواص ولا عقد لديها في ذلك، فهي تعمل وفق واقع السوق وتعمل على تطوير الخدمة، مضيفا ”نفطال تحترم التزاماتها وتسعى دوما لإرضاء الزبون، كما تعتمد نظام الدوام على مدار اليوم، وهي أنها مؤسسة مواطنة تعمل على إنشاء مناصب العمل، حيث ساهمت عملية تطوير الشبكة الخاصة بالتوزيع في إنشاء أكثر من 2000 منصب عمل”. وأكد أكراتش أن سوق التوزيع والمواد البترولية مفتوح أساسا، ولم يسبق لنفطال أن أثارت مشكلا في هذا المجال، ولو أنها متعامل تاريخي وأهم الفاعلين في السوق. قال ضيف “الخبر” تسرب المياه في الخزانات سبب متاعب بعض المستخدمين نوعية البنزين الجزائري جيدة ومطابقة للمقاييس الدولية شدد مسؤول شركة نفطال على أن البنزين الجزائري جيد ونوعيته مطابقة للمقاييس الدولية، مفندا أن تكون نوعيته سيئة، مشيرا إلى أن الملاحظات المسجلة من قبل بعض السائقين ترجع إلى تسرب المياه في خزانات بعض المتعاملين. وأوضع أكراتش ”البنزين الجزائري مطابق للمقاييس واستفاد أكثر من ذلك من عمليات التأهيل والعصرنة المسجلة في مصانع التكرير بسكيكدة وأرزيو، في انتظار الانتهاء من أعمال الصيانة والتوسيع في مصنع الجزائر العاصمة”. وأشار نفس المسؤول ”من الخطأ القول إن البنزين سيئ، لأنه يخضع للمراقبة، وإذا تبين ذلك فإنه يسحب مباشرة، وما يحدث أن هناك حالات تسرب للمياه في الخزانات لدى بعض المتعاملين في المحطات القديمة، ولكن هذا غير مطروح في المحطات التي تسيرها نفطال، فالشركة تضمن مراقبة دائمة لكل الهياكل. وكشف عن تدعيم شبكة نفطال في العاصمة ب9 محطات. نشاط توزيع الوقود ليس مربحا اعتبر مسؤول نفطال أن نشاط توزيع الوقود والمواد البترولية ليس مربحا ولا يدر أية مكاسب، بل يدفع إلى رصد استثمارات وموارد مالية معتبرة بانتظام، ومع ذلك فإن نفطال ملزمة بضمان الخدمة العمومية وبتوفير المنتجات عبر كامل التراب الوطني. وأضاف أكراتش النشاط ليس مربحا بالنسبة للشركة ويتطلب استثمارات ولا يحقق هوامش ربح، ولكننا نواصل ضمان الخدمة العمومية وتوفير المادة في كل نقطة من البلاد، في الشمال أو في الجنوب، دون اعتبارات متصلة بالربحية. مشيرا إلى أن الشركة رائدة في السوق لكنها لا تحتكر السوق. محطات سيرغاز على الحدود لمحاربة التهريب أبان مسؤول نفطال عن مشروع كبير شرع في تجسيده، يرمي إلى محاربة التهريب والحد منه، مشيرا إلى إقامة العديد من محطات سيرغاز عبر كامل الشريط الحدودي للجزائر، وقد شرع في إقامة البعض منها، حيث تتواجد حاليا 11 محطة سيرغاز. وأوضح نفس المصدر أنه يتم مواجهة حركة التهريب من خلال تدابير متعددة، منها تلك التي تخص تأمين الحدود وتسقيف الاستهلاك، وتقوم نفطال باعتماد إجراء يخص إقامة محطات سيرغاز على طول الحدود. على صعيد متصل، ذكر أكريتش أن نفطال ستشجع استخدام الغاز الطبيعي وقود، كوقود نقي وغير ملوث، حيث شرع في اعتماد اتفاقيات تشمل إقامة محطة خاصة بالرويبة، بتنسيق مع ولاية الجزائر، لتعميم استخدام الوقود الجديد في شاحنات ”ناتكوم وإكسترنيت”، فضلا عن توسيع العملية النموذجية لحافلات ”إيتوزا”، حيث تبدي الشركة استعدادا لاستعمال الغاز الطبيعي وقود في الحافلات، فيما تم فتح 600 محطة خاصة بسيرغاز. نفطال تبقي على قسيمات البنزين كشف أكراتش عن إبقاء شركة نفطال لاستخدام قسيمات البنزين لفائدة المؤسسات، موازاة مع تعميم استخدام البطاقات الإلكترونية. وأشار أكراتش إلى أنه تم توزيع 14 ألف بطاقة إلكترونية، كاشفا عن اعتماد بطاقة دفع جديدة في سبتمبر المقبل، على غرار تلك المستخدمة من قبل الشركات الدولية، والتي تتضمن عدة مزايا للمستخدمين، ستضاف إلى البطاقة التي أطلقت بالشراكة مع البنك الخارجي الجزائري.