بدأت هيلاري كلينتون حملة انتخابية استباقية قبل بداية الفصل في الانتخابات الابتدائية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي في رئاسيات 2016 بالولاياتالمتحدة، هذه الأخيرة ستحسم من خلال السجال الثنائي التقليدي بين ممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري وفقا للنظام الانتخابي الأمريكي، الذي يعتمد على المجمع الانتخابي الذي يتكون من 538 مندوب يختاروهم الأمريكيون. تسعى هيلاري إلى إضافة اسم كلينتون جديد على قائمة الرؤساء الذين أقاموا في البيت الأبيض الأمريكي بعد زوجها بيل كلينتون، وإن كانت المهمة لا تزال صعبة المنال، بالنظر لطبيعة النظام الانتخابي الأمريكي، حيث يتعين عليها بداية تخطي مرحلة الترشح باسم الحزب الديمقراطي في انتخابات ابتدائية. ولدخول البيت الأبيض سيحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلى 270 صوت- أي النصف زائد واحد- على الأقل من مجمل أصوات أعضاء “المجمع الانتخابي” البالغ عددهم 538 مندوب، أي ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. ولكل ولاية أمريكية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع، بحسب عدد سكانها، وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس، مع ملاحظة أن ولاية كاليفورنيا، أكبر الولاياتالأمريكية من حيث عدد السكان، لها 55 صوتا في المجمع، في حين تبلغ عدد أصوات فلوريدا مثلا 27 صوتا، وهو ما يؤكد أن التحدي الذي يواجه هيلاري يبقى كبيرا، وسيرتبط بالعديد من العوامل الداخلية وبالحملة التي ستقوم بها ومدى إقناعها للناخب الأمريكي، وقبلها لممثلي الحزب الذي يمثله حاليا الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وسارعت كلينتون في دخول حملة انتخابية مسبقة مباشرة بعد الإعلان رسميا عن الترشح في 12 أفريل الجاري، بتوجيه رسائل متعددة، منها ما تضمن انتقادا للسياسات الخارجية المنتهجة من قبل أوباما، وتحديدا في سوريا، والذي مكن تنظيم “داعش” من بسط السيطرة. ويبقى أن كلينتون تسعى إلى توظيف عدة رسائل وصور، منها كونها حاملة لإرث الرئيس الديمقراطي كلينتون، وأنها من طبقة متوسطة ومحافظة، لها نشاط متعددة في مجال حقوق الإنسان حينما كانت تزاول مهنة المحاماة، فضلا عن مشاركتها في لجنة إقالة الرئيس نيكسون في أعقاب فضيحة ووتر غايت، يضاف إلى ذلك رمزية المحافظة على أسرة كلينتون في عز أزمة فضيحة مونيكا لوينسكي التي مست زوجها الرئيس بيل في 1998. ورغم انتقادها لسياسات أوباما، إلا أن وزيرة الخارجية السابقة وعضو مجلس الشيوخ والسيدة الأولى السابقة ستوظف بعض مكاسب الديمقراطيين، وتزيد عليها في مجال وعود انتخابية تركز أساسا على موقع الولاياتالمتحدة الدولي والخروج نهائيا من الأزمة الاقتصادية، وتدابير تمس الجوانب الأمريكية منها سياسة الصحة والتأمين، حيث تبقى العوامل الداخلية من بين أهم العوامل المؤثرة في الناخب الأمريكي. ومن المتوقع أن تخدم الخطوة التي أقدم عليها باراك أوباما، والمتعلقة بالمصافحة التاريخية مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو، المترشحة هيلاري، فالمصالحة التي قام بها أوباما مع كوبا تحسب للحزب الديمقراطي الذي تمثله هيلاري، ومنه سيساهم أوباما ولو بطريقة غير علنية في الحملة الانتخابية للمترشحة.