تضاربت الأنباء حول حصيلة المعركة التي تدور رحاها في منطقة القلمون بسوريا، وأعلنت جبهة “النصرة” أن ما يعرف ب”جيش الفتح”، الذي أسسته مع فصائل سورية معارضة أخرى، تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف “حزب الله” والجيش السوري، في جرود بلدة عسال الورد السورية الواقعة على الحدود مع لبنان، بينما اعترف “حزب الله” بمقتل 3 من مقاتليه فقط في المعارك، نافيا الأنباء عن سقوط عدد كبير من القتلى. شهدت الأيام الثلاثة الماضية اشتباكات عنيفة في القلمون الغربي، شمال غربي دمشق، بين فصائل المعارضة السورية، المنضوية تحت غرفة عمليات “جيش الفتح” من جهة، وعناصر “حزب الله” اللبناني مدعوما بقوات النظام السوري من جهة أخرى، وذلك وسط تقاطع الأنباء عن خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف “حزب الله”. وفي سياق ذي صلة، كشف المعارض السوري مدير مكتب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، قاسم الخطيب، أن منطقة القلمون تتميز بتضاريسها الصعبة، وأن المعركة التي جرت هناك انتهت بخسائر فادحة مني بها “حزب الله” اللبناني والجيش النظامي السوري، لافتا إلى أن القلمون ستكون مجزرة لهم. وأضاف في تصريح ل”الخبر”: “المعركة التي نشبت في منطقة القلمون جاءت لصالح الجيش الحر، وهي منطقة وعرة جدا ومن يقاتل فيها من أهل المنطقة، وستكون عصية على من يريد اقتحامها، وستكون مجزرة بالنسبة ل”حزب الله” والحرس الثوري الإيراني إن حاولوا الاقتراب مرة أخرى، خاصة بعد إعلان مقتل أكثر من 20 عنصرا من عناصر حزب الله”. وفي سؤال حول توقعه لرد فعل “حزب الله” بعد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفه، يجيب محدثنا: “أهالي القلمون كلهم نزحوا من المنطقة، ولا يعيش فيها سوى عناصر من الجيش الحر، وإن نفذ “حزب الله” عملية انتقامية هناك لن تكون خسائر بشرية، لأن المواطنين السوريين غير موجودين فيها، وأعضاء الجيش السوري الحر يتحصنون في مغارات وجبال حصينة بالنسبة لهم، وحتى الطيران لن يؤثر فيهم”. وأشار المتحدث إلى ظهور الرئيس السوري، بشار الأسد، في شريط تلفزيوني بمناسبة يوم الشهيد، وقال: “ظهور الأسد بين الحين والآخر بمثابة صحوات الموت لبشار ونظامه، لأنه مرعوب من تطور الأحداث بالأراضي السورية، خاصة أنه لم يعد يسيطر سوى على ما يقارب 20 ٪ من جغرافية سوريا، وبالتالي أجدد الدعوة للتفكير بجدية في حل سياسي، من خلال الضغط على روسيا وإيران، حتى يقنعوا النظام السوري بالجلوس إلى مائدة الحوار والتفاوض”. وتعتبر منطقة القلمون منطقة إستراتيجية ومهمة لموقعها الجغرافي، حيث تقع على الحدود مع القرى اللبنانية الموالية ل”حزب الله”، كما تشرف على الطريق الدولية دمشق حمص، وتمتد من ريف حمص شمالا حتى أطراف غوطة دمشق الغربية جنوبا، بالإضافة إلى أنها تشكل طريق إمداد ل”حزب الله” بين لبنان والداخل السوري.