حولت شركة “سيترام” المسيرة لترامواي وهران، الشارع المقابل لمقر مديرية الأمن الولائي لوهران، إلى حظيرة ليلية لعرباتها، حيث يمنع العمال المضربون من دخول حظيرة الشرطة الواقعة في سيدي معروف، منذ أسبوع. وهو المشهد الليلي الذي اعتاد عليه سكان مدينة وهران، الذين يسلكون الطريق الذي تقع فيه مديرية الأمن الولائي في حي أسامة. وقد عمدت الشركة الجزائرية الفرنسية إلى هذا الحل، لحماية عربات الترامواي من التخريب، في ظل استمرار إضراب عمال الشركة الذي شرعوا فيه منذ الفاتح ماي الماضي “عيد العمال”. وكانت محكمة السانية قد أصدرت، يوم 4 ماي الماضي، حكما بعدم شرعية الإضراب الذي يشنه العمال الذين يقارب عددهم 300، وهذا بعد أن رفعت إدارة الشركة دعوى قضائية لتوقيف الإضراب. ويتشكل المضربون من أعوان الأمن الذين يشتغلون في مفترقات الطرق، السائقين، أعوان الصيانة وأعوان بيع التذاكر الذين دخلوا في إضراب، بسبب “عدم التزام” شركة سيترام التي يديرها إطار فرنسي الجنسية، بالتزاماتها بخصوص مطلب المضربين بعقود عمل دائمة، وتحسين الرواتب الشهرية، وتوفير ظروف العمل للعمال الذين يسهرون على تأمين مسار الترامواي في مفترقات طرق المدينة وعددها كبير جدا. ولجأت الشركة، لتشغيل العربات، إلى إطاراتها الإداريين الذين يملكون مؤهلات السياقة لتشغيل 8 قطارات من الساعة السابعة صباحا إلى السابعة والنصف مساء، كما أبقت على 19 نقطة لبيع للتذاكر من بين ال 32. وبذلك تقلصت مدة عمل الترامواي التي كانت تبدأ على الخامسة صباحا وتتوقف على ال 11 ليلا. كما ارتفعت مدة الانتظار في المحطات إلى 20 دقيقة بدل 7 دقائق. وتصلب موقف العمال المضربين الذين صاروا يطالبون برحيل مدير “سيترام وهران” فرنسي الجنسية، حيث فشلت كل مساعي إيجاد أرضية صلح بطريقة ودية، بسبب تشبث إدارة الشركة بمواقفها. ومعلوم أن زملاء المضربين من عمال نفس الشركة في قسنطينةووهران عبروا عن تضامنهم معهم.