فجّر المدير العام للرابطة العالمية للملاكمة، الفرانكو الجزائري، كريم بوزيدي، عقب الاجتماع الذي التقي فيه، في الجزائر، بالرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية، نبيل سعدي والمناجير عز الدين عڤون، قنبلة مدوية بإعلانه أن الرئيس السابق عبد الله بسالم مطالب بالكشف عن مصير مبلغ 300 ألف أورو، وهو المبلغ الذي قدمته الهيئة الدولية إلى الاتحادية الجزائرية لتمويل الملاكمة الاحترافية، مثلما قال ممثل الهيئة الدولية، تزامنا مع قرار وزارة الشباب والرياضة بفتح تحقيق في قضية اختفاء المبلغ المذكور من حسابات الاتحادية الجزائرية واحتمال نقلها القضية إلى العدالة، لكشف خيوط الفضيحة المالية، التي توجد على مستوى مفتشية الوزارة. ونقل على لسان الناطق الرسمي للاتحادية الجزائرية، فرحات فزيل، أن بسالم الذي يشغل منصب رئيس الرابطة العالمية للملاكمة في الجزائر، يبقى مدعوا لتقديم الوثائق الخاصة بصرف 300 ألف أورو. وأضاف المتحدث أن بسالم قدم تقريرا سلبيا يتضمن تكبد خسارة، في موسم 2012/2013، في وقت أكد فيه المتحدث أن الهيئة الدولية منحت الاتحادية الجزائرية مبلغا ماليا كافيا لتغطية مصاريف المشاركة الجزائرية في المنازلات الاحترافية، في إطار الرابطة العالمية للملاكمة (صقور الصحراء). وحرصت الاتحادية الدولية على أنها ستقوم بإرسال كل الوثائق الخاصة بتمويلها الملاكمة الاحترافية في الجزائر قبل 6 جانفي الجاري، بحسب تقديرات الناطق باسم الاتحادية الجزائرية. وأكد المسؤول، في نفس الوقت، تولي اتحاديته مسؤولية تسيير مشاركة الجزائر في الملاكمة الاحترافية، مستقبلا. وتعاتب الوزارة على الاتحادية الجزائرية استغلالها أموال الدولة لتمويل تحضيرات الملاكمين، هم في الأصل ينتمون إلى صنف الهواة، ممن يشاركون في منازلات ذات طابع احترافي، وأمرت الاتحادية بالامتناع عن استعمال الإعانات المالية للدولة في تغطية مصاريف هذا النوع من المنازلات، ودعت إلى تأسيس ناد محترف، بما أنها مهتمة بالاحتراف، على أن تتوقف عن استعمال أموال الدولة في تغطية نفقات الملاكمين المحترفين. وفي نفس السياق، لم يخف الوزير محمد تهمي في إحدى مداخلاته الصحفية، غياب الشفافية في تسيير الملاكمة الاحترافية على مستوى الاتحادية الجزائرية، مؤكدا أن أموال الدولة لن تذهب أبدا لتمويل الملاكمة الاحترافية. وأثير جدل أيضا في أوساط أسرة الفن النبيل، حول المبالغ المتواضعة بالعملة الوطنية، التي يتلقها الملاكمون الجزائريون، مقابل مشاركتهم في دورات احترافية، وسط تساؤلات أيضا حول الجهات التي تحوّلت إليها الأموال بالعملة الصعبة، ومداخيل “السبونسورينغ”، بالتزامن مع حادثة إبعاد بسالم من الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية بقرار من الوزير الأول عبد المالك سلال، عندما كان وزيرا للشباب والرياضة، بعد اكتشاف شبهات في تقارير تسيير بسالم، حين كان هذا الأخير يستعد للترشح لخلافة نفسه. بسالم ينفي الحادثة ويدافع عن مشروعه في أول رد فعل له، قال، عبد الله بسالم، الذي فضل الانسحاب من الترشح لخلافة نفسه على رأس الاتحادية الجزائرية، في الانتخابات الأخيرة، إن الاتحادية الدولية لم تضخ أبدا أي مبلغ في أي حساب في الاتحادية، بل قامت بتحمّل نفقات خدمات، مثلما هو الحال بالنسبة للنقل والإقامة. وأضاف بسالم، الذي يرأس الكونفيدرالية الإفريقية للملاكمة، ويشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحادية الدولية، في بيان له، أنه قام بإيداع ملف كامل الأركان القانونية، إلى الوزارة والاتحادية الدولية، وهو ينتظر رد هاتين الجهتين. وفي نفس البيان، قال بسالم، الذي تولى رئاسة الاتحادية الجزائرية لأكثر من عهدة انتخابية، إنه سجل الملاكمة الجزائرية في الصيغة الجديدة للاحتراف في الملاكمة العالمية، وقام بصرف أموال كبيرة من مصادره الخاصة من أجل تشريف التزامات الاتحادية والدفاع عن مصداقية المؤسسات الجزائرية، كما كشف أنه طلب قرضا لتجسيد ما وصفه بمشروعه.