بن يونس يقلل من شأن المعارضة ومقاطعتها للرئاسيات التداول على السلطة نقاش مستورد من فرنسا يدفع عمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عن الرئيس بوتفليقة تهمة الديكتاتورية التي تطلقها عليه أقطاب المعارضة، ولا يساوره شك في أنه سيحظى بثقة الجزائريين إن طلب منهم “الرابعة” في موعد أفريل القادم. ويمعن بن يونس في التقليل من حجم دعاوى المقاطعة التي أطلقتها أحزاب سياسية في الفترة الأخيرة. يعتقد عمارة بن يونس أن الأحزاب السياسية لا يمكنها أن تتخلف عن موعد انتخابي هام مثل الاستحقاق الرئاسي، ويبني على هذا التصور استغرابه من موقف أحزاب قررت المقاطعة بحجة عدم توفر الظروف الموضوعية لنزاهتها. “كمناضل ديمقراطي، أتأسف لوجود أحزاب تنادي بالمقاطعة. بالنسبة لي الجدال السياسي لا يمكنه أن يتوقف، والطريقة المثلى للتقليل منه تكون عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع”. وعن قراءته لاجتماع أحزاب كبيرة في الساحة مثل الأفافاس والأرسيدي وحمس وحزب جاب الله على خيار المقاطعة ومدى تأثير ذلك على مصداقية موعد أفريل القادم، يقول بن يونس “المعارضة كلمة كبيرة، لا يوجد في الجزائر معارضة، هناك معارضون فقط، وقد أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة أن لا وزن كل حزب”. وأضاف “لو كان لهم ثقل حقيقي لأمكنهم إيقاف البلاد، لكن الواقع يظهر أنهم غير قادرين”، وتساءل “لماذا يختفي المعارضون في الجزائر دائما وراء شماعة التزوير؟ أليس غريبا أن يعجز 37 حزبا يدعي المعارضة في تأمين 70 ألف مناضل فقط لمراقبة مكاتب ومراكز التصويت!؟”. وسئل بن يونس عن استغراب البعض من مواقفه كرجل يناضل من أجل الديمقراطية ويساند عهدة رابعة تلغي أي “أمل في التداول على السلطة”، فأجاب “المعارضون عندنا يطرحون مفهوم التداول على السلطة فقط للوقوف في طريق الرئيس بوتفليقة، وعليهم أن يعلموا أن الديمقراطية هي الاحتكام إلى الشعب لتنحيته وليس منعه من الترشح”. ولفت إلى أن هؤلاء يغفلون خاصية أساسية للديمقراطية تحققت في عهد بوتفليقة وهي الاستقرار. وذهب بن يونس إلى حد القول “النقاش حول التداول على السلطة دخل الجزائر بعد أن قرر ساركوزي تحديد العهدات”، داعيا إلى “الكف عن الانشغال بنقاشات فرنسا والانفتاح على تجارب أخرى في العالم مثل بريطانيا وألمانيا التي يمكث فيها رؤساء الوزراء لعهدات غير محدودة طالما أن الشعب انتخبهم”. وبشأن الاتهامات التي طالت الرئيس بوتفليقة ووصف عدد من السياسيين له بالديكتاتور، قال بن يونس “نحن عشنا في زمن الحزب الواحد ونعرف المعنى الحقيقي للديكتاتورية”، نافيا هذه التهمة بصيغة التساؤل “كيف يكون بوتفليقة ديكتاتورا والصحف والقنوات تهاجمه يوميا وتروج لخطاب المعارضين له باستمرار؟” قبل أن يستطرد “ومع ذلك لم ينجح هذا الخطاب في زعزعة المكانة الخاصة لبوتفليقة عند الجزائريين”. قال إن تأجيل تعديل الدستور فرضته “الرزنامة” الرئيس ليس بحاجة إلى تحالف جديد لدعمه في العهدة الرابعة نفى رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أن يكون “منطق الشك” سببا في انخفاض وتيرة دفاعه عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، طالما أنه كان من أوائل الداعين لذلك لما كان بوتفليقة يعالج في “فال دوغراس” بباريس. وقال بن يونس “كنا أقلية قلنا سندعم الرئيس إذا أراد الترشح لعهدة أخرى، وكان موقفنا واضحا ومازال كذلك، ولا يمكن ان نخرج لنُغَيِّط كل أسبوع”. جاء ذلك ردا على سؤال حول ملء عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر صالح، ساحة دعم بوتفليقة، بينما ظهر بن يونس منزويا في الفترة الأخيرة. وقال المتحدث “هؤلاء أحرار وكل حزب له استراتيجيته، وأصعب شيء في السياسة هو السكوت وأحيانا يجب على رئيس الحزب أن يسكت”. ونفى بن يونس أن يكون المسؤول الأول في الأفالان قد وجه له دعوة للقاء بمقر الحزب الواحد سابقا، في سياق اللقاءات التي عقدها مع بعض قادة الأحزاب قبل نحو شهرين، وشدد “لم يدعنا سعداني كما أنه لم يعرض علينا أي تحالف لدعم الرئيس لعهدة رابعة”. وقال بن يونس “أظن أن التحالف مرتبط بحرية الرئيس في الترشح وهو الذي يختار مع من يتحالف”. وتابع “ربما يرى الرئيس أنه لا حاجة لتحالف من أجل ترشحه، ونحن لا نفرض على الرئيس أو أن نغلق عليه نحن الأحزاب الأربعة التي أعلنت دعمه”. ويرى بن يونس أنه “ربما رأى الرئيس بأن التحالف الرئاسي الذي وقف معه طيلة السنوات الماضية قد فشل فقرر عدم اللجوء إلى صيغة التحالف حوله”، ويعتبر بن يونس أن التحالف السابق “قد فشل بدليل خروج حركة مجتمع السلم منه ثم إعلانها مقاطعة الانتخابات الرئاسية في 17 أفريل المقبل، انظروا كيف تحولت من مساندة للرئيس إلى واحدة من أكبر المعارضين له”. واستبعد رئيس الحركة الشعبية أن يكون هناك دافع سياسي للرئيس بوتفليقة بعدم إجراء التعديل الدستوري قبل الانتخابات الرئاسية، وشدد ردا على سؤال حول السبب بالقول “هذه مسألة رزنامة فقط، فالرئيس كان مراهنا على التعديل في خطابه حول الإصلاحات السياسية عام 2011، لكنه لما مرض تغيرت الرزنامة، ولو ترشح للانتخابات وفاز فمن الممكن جدا أن يجري التعديل مباشرة بعد الاقتراع”. وهل تحدثت مع الرئيس حول التعديل؟، يجيب بن يونس “بصراحة لا، لكن بحسب تصريحاته، كانت له نية تغيير الدستور عام 99، فهو قال إنه لا يقبل بمثل هذا الدستور، وقد كانت له رؤية واضحة لما أكد على تعديل الدستور في خطابه حول الإصلاحات”. الجزائر: محمد شراق وصف المشكلة بالخطيرة فرضية المؤامرة الأجنبية مستبعدة في أحداث غرداية حذر عمارة بن يونس مما يحدث في غرداية، وأفاد “أنه مشكل خطير وحقيقي بين الشعانبة وبني مزاب، وقال “أن نشعل النار أمر سهل والمطلوب من المسؤولين أن يحلوا مشاكل المنطقة”. واستبعد بن يونس فرضية “التدخل الأجنبي” في الأحداث، وصرح “لا أؤمن بالمؤامرة الأجنبية في تلك الأحداث، هناك مشاكل حقيقية تعمل الحكومة على تسييرها ولابد على كل الفعاليات السياسية في الجزائر إيجاد حل للمشكل الذي أعتقد أنه يتطلب سنوات”، لكن المسؤول الحزبي لم يستبعد وجود “مناورات” على مقربة من الانتخابات الرئاسية، “ممكن جدا أن تحاول أطراف أجنبية استغلال الفرصة لمحاولة زعزعة استقرار البلاد”. الجزائر: م.ش بن يونس ينتقد المعارضة التي ترفض ترشح الرئيس “بوتفليقة مترشح وسيفوز” قادة أحزاب خلدوا في مناصبهم يُطالبون بالتداول على السلطة يعتقد رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس على أساس “تحليل شخصي وليس معلومات”، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة “سيترشح لعهدة جديدة، وتأخير إعلان ذلك يدخل في إطار حرية المترشح وربما استراتيجية منه”، وانتقد بشدة أحزاب المعارضة التي تطالب الرئيس بتحديد موقفه من الرئاسيات “ببساطة المعارضة تخشى الرئيس لأن شعبيته جارفة، يريدون إبعاده من أجل أن يحكموا هم”. غضب عمارة بن يونس من انتقادات المعارضة وإلحاحها في رفض ترشح رئيس الجمهورية، معتبرا “في الجزائر فقط من يقول إنه يجب ألا يترشح الرئيس حتى نعترف بأن الرئاسيات ديمقراطية وشفافة”، وعاتب أحزاب معارضة دون أن يسميها “قادة أحزاب خلدوا في مناصبهم يقدمون دروسا في التداول على السلطة، أنصحهم من كل قلبي أن يتوجهوا إلى الشعب لمحاولة كسب وده إن استطاعوا أحسن من البحث فيما سيتخذه الرئيس كموقف”. ولا يساور بن يونس شك في أن بوتفليقة مترشح لعهدة رابعة قائلا “إنه مترشح وربي كبير وسيفوز وربي كبير”، وما سبب إطالة الرئيس لفترة الترقب إذنا كان يتجه نحو الترشح؟ يقول الضيف “لقد فعلها في 2004 و2009 حين تأخر في إعلان ترشحه، هي حرية شخصية وربما استراتيجية، لا يهم في الحالتين ما دام الرئيس محترما للآجال الدستورية التي تستمر حتى 4 مارس المقبل”. ويرفض بن يونس أن يكون ترشح الرئيس معناه انتخابات “مغلقة” قائلا “غريب أمر من يقول إن الرئاسيات مخدومة، وبؤس كبير أن ينتظر السياسيون عدم ترشح بوتفليقة لدخول المنافسة، لماذا لا تتركون الشعب يختار بحرية إذا كان يثق في بوتفليقة يصوت له، وإذا كان يثق في غيره يصوت له أيضا، أليست هذه هي الديمقراطية”، وتساءل “لقد ترشح لحد الساعة (اللقاء جرى يوم الأحد) أكثر من 50 شخصية هل هؤلاء مجانين مثلا؟”. وعن موقف حزبه من ترشح بوتفليقة، ينفي عمارة أن يكون فيه أي لبس “قلت من البداية إنه إذا ترشح الرئيس فإن دعمنا له مطلق، وقلت إن هذا الرجل الكبير لن يأخذ الجزائر إلى مأزق أو انسداد، لقد خدم الجزائر مجاهدا وخدمها بعد الاستقلال وفعل ذلك وهو رئيس، هل تعتقدون أن هذا الرجل سيغامر بالبلاد؟ أبدا لن يفعل”. وحول تردي حالة الرئيس الصحية واحتمال عجزه عن الوفاء بأعباء الوظيفة الرئاسية، قال “الرئيس بخير وعقله يشتغل أحسن من عقولنا جميعا، لقد درس معنا 27 ملفا في آخر مجلس وزراء وكان يتابع الملفات نقطة بنقطة”، وأضاف “الدستور يفرض تقديم ملف طبي خلال الترشح، والرئيس سيفعل ذلك وهناك مؤسسات تراقب مثل هذه الأمور، لماذا لا تثقون في مؤسسات بلدكم؟”، وتابع “ثم إن الملف الصحي للرئيس ليس نشرة جوية حتى تعلن كل يوم!”. الجزائر: عاطف قدادرة قال ضيف ”الخبر” -لقد كان الأرسيدي في المعارضة ثم دخل إلى الحكومة، ثم خرج منها عائدا إلى المعارضة وليس مستحيلا أن يعود إلى الحكومة. أخشى من حدوث انزلاق في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورأيي أنه ينبغي على المترشحين ومثليهم أن يتجنبوا الهجومات التي تمس الأشخاص. -لاحظنا أن نتائج الأحزاب المصنفة في المعارضة كانت ضعيفة في الاستحقاقات الماضية، واعتقادي أن مشاكل داخلية دفعتها إلى اتخاذ موقف المقاطعة بخصوص الاستحقاق المقبل. -على عكس ما يروج له البعض، فالرشوة والفساد لم يستفحلا في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والأفضل أن نترك القضاء يشتغل على هذه الملفات دون التشويش عليه. -لا شك لدي في أن الحكم في الجزائر لم يكن ولن يكون وراثيا، والجزائريون هم من سيختارون رئيسهم في 17 أفريل عن طريق الصندوق وليس بأية طريقة أخرى. ولكني لا أزعم أن بلدنا يشبه السويد وسويسرا بالقول إن الرئاسيات ستكون نزيهة 100%.