تأملوا هذه الأخبار لتعرفوا خلفيات العركة التونية بين سعداني و(D.R.S). ^ الرئيس يبعد أويحيى عن الحكومة في سياق ترتيب العهدة الرابعة بالقضاء على كل من تشتم فيه رائحة لأن يكون بديلا للرئيس، ثم يبعده عن الأرندي وينصب ابن بلده بن صالح في إطار ترتيبات العهدة الرابعة أو الخلافة لبوتفليقة بمضمون العهدة الرابعة. ^ بوتفليقة يأمر بإبعاد بلخادم من على رأس الأفالان وتنصيب سعداني لأن بلخادم بدت عليه الأعراض الرئاسية ويريد أن يكون بديلا للرئيس إذا لم يترشح الرئيس، والرئيس يريد بديلا آخر غير بلخادم، ولا يضمن الرئيس ولاء أفالان بلخادم لرغبة الرئيس إذا أراد تعيين خليفة له. ^ الرئيس يعود من فال دوغراس ويقوم بغارة سياسية على قواعد الأفالان بإبعاد الوزراء الذين وقفوا ضد رغبته في الرابعة أو في من يريده، وفي نفس الوقت يغير على قواعد المعادين للعهدة الرابعة في الداخلية والعدل وبعض أجنحة (D.R.S)، والعملية كلها تمت بمنظور حقه في ترتيب الأوضاع كي يخلف نفسه في الرئاسة أو يخلف نفسه بمن يريده.. خارج تأثير أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء. وظهرت الأمور كما لو كانت عركة بين الضعفاء لا أحد منهم ينتصر! ^ الرئيس يعد مسودة الدستور لتقديمها إلى برلمان الحفافات.. لكن أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء يطلقون فئرانهم بين النواب لأجل إفشال تمرير هذا التعديل.. وتبين للرئيس بأن سعداني وبن صالح لا يتحكمان في النواب قدر تحكم أصحاب الحق الإلهي فيهم.! فما كان على الرئيس سوى إلقاء فكرة تمرير الدستور. وهذا الإلغاء شجع أصحاب الحق الإلهي على العمل لاسترجاع المبادرة في الأفالان بمحاولة الإطاحة بسعداني وإخلاف بن صالح شبح أويحيى في الأرندي، وفهم الرئيس الرسالة بوضوح فذهب إلى باريس في غضبة عنوانها فحوصات طبية قد تتحوّل إلى لجوء سياسي.! واجتمعت الجمالات الصفر في اجتماع طارئ وكلفوا كبيرهم لحل المشكلة مع الغاضب، فأبلغ الرئيس أنه المرشح الوحيد للرابعة، وعاد على جناح السرعة ودعا الهيئة الناخبة وبدأت عمليات التحضير للرابعة أو لمن يرضى عنه الرئيس ودعاة الرابعة.. لكن بعض التلميحات التي دلت على أن الرئيس عينه على شخص لا يرضي الجميع طرحت من جديد مسألة العهدة الرابعة أو العهدة بها من يريده الرئيس.. وعاد الصراع إلى الصفر وزادت الهجومات على معسكر الرئيس وخاصة الأفالان وسعداني تحديدا فاشتكى أمره إلى الرئيس الذي لازم الصمت.. ولكن دوائر حول الرئيس قالت سعداني دافع عن نفسك وعن حزبك، ولكنه في دفاعه ضرب بالهبهاب.. فدك حصون الخصوم ودك معها حصون الرئيس نفسه، فحصن سعداني نفسه.. ولكنه عرى الرئيس.! والآن بعد هذا أصبح صمت الرئيس دلالة على غضب.. وأصبح منطق الذهاب إلى إجراءات أخرى غير الانتخابات هو الوارد بقوة الآن، لهذا قال جلالي سفيان: إننا دخلنا في سباق سيناريو الانقلاب على الدولة، فالرئيس من الصعب أن يترشح ومن الصعب أن يترك حرا في تعيين من يخلفه والوقت يضغط والبديل ما يزال غائبا.. والأمور تندفع نحو خروج البديل من الركام السياسي.