بداية من 18 أفريل ستكون الجزائر برئيس منقوص الشرعية حتى لا نقول فاقد الشرعية، ورئيس مريض غير قادر على الظهور ولا على القرار ولا على أداء المهام البروتوكولية… ستصبح الحكومة الجزائرية أضعف حكومة في العالم، لن يزور ربما أي مسؤول رفيع المستوى الجزائر بعد 18 أفريل القادم، وكلما حاولت الجزائر أن تمارس سيادتها واحترام مواقفها المبدئية التقليدية سيزداد عليها الحصار، وقد تعود إجراءات توقيف الرحلات الجوية نحو الجزائر وإجراءات أخرى كثيرة عشناها في التسعينيات بسبب غياب حكومة تتمتع بالشرعية الانتخابية. وقد تزداد الإجراءات الاستفزازية ضد الجزائريين في المطارات الدولية، مع فارق كبير أن الجزائريين في التسعينيات كانوا يقاومون في الداخل ويقاومون نظرة الخارج إليهم. وهذه المرة قد يستسلمون للإشارات التي ستوجه إليهم بالأصبع، لأنهم مقتنعون بالفضيحة التي ارتكبوها في حق الإنسانية. لقد أعدنا إلى أذهان العالم صور ملوك لم نرهم ولا نكاد نصدق قصصهم لولا أن الكتب السماوية حدثتنا عنهم. وفي الداخل، سلال بشرنا بالعهدة الرابعة وبتراجع إنتاج الغاز السنة المقبلة، وقال لنا لماذا أنتم يئسون؟ فهل كان ينكت كعادته أم هي رسالة للجزائريين ليستعدوا للثورة أو الانتفاضة أو الخراب… أو شيء ما يخبئه لنا القدر أو سلال المقرب من الوحي البوتفليقي. وحي للأسف لا يوحي إلا باليأس والسير في الاتجاه المعاكس للتاريخ ول«الموضة السياسية” التي أضحت تسقط الرؤساء المتسلطين واحدا تلو الآخر، ولا تعترف بالحدود الجغرافية والخصوصيات الثقافية والدينية. “موضة” اتضح أنها ليست مؤامرة ضد الشعوب المسلمة ولا الأنظمة العربية القومية أو الوطنية أو … لو بقيت الثورات الشعبية محصورة في ليبيا ومصر وسوريا… لنصبنا كلنا بوتفليقة رئيسا إلى الأبد وليس مدى الحياة، “زكارة” في الاستعمار القديم والقوى الامبريالية والمؤامرات الخارجية وغيرها من التسميات التي نطلقها لإقناع أنفسنا بأننا مقاومون. لكن امتداد الثورة إلى قلب أوروبا كذب النظرية واتضحت الصورة المعاكسة، ومفادها أننا أتعس شعب في العالم وأكثر شعوب العالم إثارة للشفقة، كوننا نعيش تحت سلطة أقدم نظام حكم على وجه الأرض وأكثر أنظمة العالم تعطلا. [email protected]