فضلت الأحزاب المساندة للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، الاستقلال في تنشيط الحملة بدل العمل المشترك، بعد الصراعات التي شهدتها الحملة الانتخابية لنفس المرشح في 2009، وخصوصا بسبب هيمنة جبهة التحرير عليها في تلك الفترة. شرعت جبهة التحرير الوطني في انتقاء وجوه تتولى الدعاية الانتخابية للرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة، بالموازاة مع جمع استمارات اكتتاب توقيعات المواطنين والمنتخبين. وقال المتحدث باسم الحزب ورئيس اللجنة الإعلامية على مستوى الهيئة الوطنية السعيد بوحجة ل«الخبر” أمس، إن اللجنة تعمل على جرد الأسماء والوجوه لاختيار المكلفين بتقديم برنامج المرشح عبد العزيز بوتفليقة. وأنشأت قيادة الأفالان لجنة وطنية يرأسها الأمين العام عمار سعداني، مقرها جهاز الحزب، وتضم أعضاء المكتب السياسي وأمناء المحافظات وفاعلين في المجتمع المدني، حسب السعيد بوحجة، تتولى تنسيق الحملة وقيادتها بالموازاة مع الحملة الرسمية للرئيس المرشح، وتساعدها لجان محلية تنشط انطلاقا من مقرات المحافظات. وتشتغل اللجنة، حسب بوحجة، بالتنسيق مع المديرية الرسمية للرئيس المرشح، المقرر أن يعلن عن طاقمها في الأيام المقبلة من قبل الرئيس المرشح، وينتظر أن يتولاها مثل انتخابات 2004 و2009 الوزير الأول عبد المالك سلال. وقال الناطق باسم جبهة التحرير بلغنا أن سلال سيكون على رأس اللجنة، لكن لا يوجد شيء رسمي. وأشار رشيد عساس، المكلف بالبطاقية في المكتب السياسي، إلى أن توقيعات اكتتاب المنتخبين ستسلم اليوم الخميس، بينما حدد يوم السبت كآخر أجل لتسليم استمارات المواطنين. واعتمد التجمع الوطني الديمقراطي نظاما شبيها للذي أقرته جبهة التحرير الوطني في تنظيم حملتها، أي قيادة حملة مستقلة بهياكل ذاتية تشتغل بالتنسيق مع مديرية الحملة الوطنية لبوتفليقة. وأفادت السيدة نوارة جعفر، الناطق باسم التجمع، أن الحزب وضع منذ عدة أسابيع مخططا توجيهيا لتسيير الحملة الانتخابية، وتم في 20 فيفري الجاري توزيع الأدوار بين مختلف المتدخلين في قيادة الحزب وإطاراته. وقالت لدينا حاليا أربع فرق تشتغل كالنحل، حسب وصفها، الأولى على تجهيز الوسائل والثانية التعبئة والتجنيد ولجنة خاصة بالخطاب السياسي، ولجنة إعلامية، لافتة إلى أن اللجنة الأخيرة جهزت ورقة تمهيدية. وطبق تجمع أمل الجزائر تنظيما مماثلا للذي اعتمدته جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وقال مسؤول الإعلام بالمكتب السياسي لحزب “تاج” نبيل يحياوي إن رئيس التجمع عمار غول يرأس المديرية الوطنية للحملة الانتخابية للحزب، وهناك مديريات محلية، كما توجد هيئة حزبية مشتركة في إطار مجموعة الوفاء والاستقرار التي تضم 31 حزبا. وفضلت هذه الأحزاب على ما يبدو العمل المستقل في الظرف الحالي مستفيدة من تجربة 2009، حيث شهدت الحملة صراعات شديدة.