زادت الأمراض وتعددت وصعب علاجها وتفاقمت عواقبها ومضاعفاتها، وأصبح الإنسان عرضة و«فريسة” سهلة المنال لأي داء، حتى وإن كان هيّنا وحليما. داء ارتفاع الكولسترول في انتشار متزايد، يصيب الإنسان دون ظهور أي علامة أو عرض، ويتطور شيئا فشيئا إلى حدّ ظهور أضرار قد يصعب علاجها أو الشفاء منها، بحسب ما وصلت إليه هذه الأضرار وحسب الأعضاء المصابة القلب، الشرايين، الكلى، والغدد..الخ، وقدرة الجسم على مقاومة الداء نفسه ومضاعفاته العديدة. السبب الرئيسي لهذا المرض هو سوء التغذية وعدم توازنها والأكل السريع، إضافة إلى قلة النظافة، سواء تعلّق الأمر بالمحيط أو بالمطاعم، أو القائمين على هذه المحلات التجارية أو الأواني والأثاث المستعمل.. الخ. أغلب الناس، وخاصة في المدن، يتناولون وجباتهم الغذائية كل يوم بطريقة غير صحيحة وغير صحية، دون احترامهم لأدنى الشروط الصحية والوقائية، لهذا زادت الأمراض وتعددت وصعب علاجها وتفاقمت عواقبها ومضاعفاتها. يصيب داء ارتفاع الكولسترول في الدم الصغير والكبير، ويحدث عند صاحبه أضرارا في منتهى الخطورة، مثل الحوادث الوعائية المخية التي تسبب الإعاقة التامة عند الكثير، كالشلل وعدم القدرة على الكلام ولا الحركة، وغيرها من الأضرار الوخيمة التي يسبّبها هذا الداء الذي أصبح أكثر من 40% من سكان العالم يعانون منه، وأكثر من 50% من سكان الجزائر مصابون به. ينبغي على كل شخص من أجل تفادي الإصابة بهذا المرض، أو حتى تدارك مضاعفاته العديدة والخطيرة، القيام بصفة دورية بتحاليل دموية وتخطيط بياني للقلب على الأقل مرة كل 6 أشهر. أما المصاب بهذا الداء فهو مجبر على متابعة حمية غذائية صارمة يستغنى فيها عن الدهون كالشحم واللحم السمين وصفار البيض والمقلي والزبدة والأجبان، وكل ما هو حلو الذي يتحول إلى دسم.. الخ، أي الخضوع لوجبة غذائية غنية بهيدرات الكربون وفقيرة من الدسم والبروتينات، بالإضافة إلى تناول الأدوية التي يصفها الطبيب باستمرار وبجدية، حتى تبقى قيم الكولسترول في الدم في حدود نسبها الطبيعية أي أقل من 2,5 غ/ل، والبقاء على اتصال دائم مع الطبيب. الأمر الذي يجنّب الإصابة بداء الشرايين أو تمزق وعاء دموي في المخ أو انسداد وعاء في القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكتة القلبية أو الغنغرية أو انتفاخ الأطراف السفلى وتصلبها..