عرفت الجزائر العاصمة، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعا مخيفا في معدل الجريمة، إذ صار أكثرية السكان ينامون ويستيقظون على ما تنشره الجرائد من أخبار القتل والسرقة، كما لم يعد يمضي أسبوع إلا وتسجل عدة جرائم خاصة على مستوى الأحياء الشعبية التي باتت تحت “رحمة” المجرمين. أعادت جريمة القتل التي راحت ضحيتها امرأة في الأربعين من العمر، بعدما أجهز عليها زوجها ذبحا، مساء أول أمس، بحي باب الوادي، إلى الأذهان حالة الخوف التي تملكت الشارع بعد جرائم القتل التي راح ضحيتها الأطفال إبراهيم وهارون في قسنطينة وسندس وشيماء في العاصمة قبل عامين. تشير إحصاءات مصالح أمن ولاية الجزائر إلى تسجيل، قبل أيام في نفس الحي، جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر 22 سنة، تعرض لعدة طعنات على مستوى الرقبة على يد صديقته التي استدرجته إلى قبو إحدى العمارات وأجهزت عليه. وتعرف الأحياء الشعبية في العاصمة، على غرار باب الوادي وباش جراح وعين النعجة وحي الجبل ودرڤانة، انتشارا مقلقا للجريمة، جراء اتجاه اهتمام أسلاك الأمن من شرطة ودرك إلى تأمين الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل القادم، حيث شهدت باش جراح مثلا في أقل من أسبوع جريمتي قتل، الأولى بمحطة الحافلات، حيث قتل شاب والده بعدة طعنات خنجر، والثانية قتل فيها رجل شقيقه بعد ملاسنات كلامية. السيناريو نفسه عاشه حي حسين داي، عندما وضع شاب حدا لحياة صديقه بطعنات خنجر جعلته يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى مصطفى باشا، في حين لايزال الجاني في حالة فرار. وتعود دوافع أغلب الجرائم المسجلة إلى تصفية الحسابات بين المجرمين، بالإضافة إلى السرقة، علما أن أغلب المجرمين يلوذون بالفرار بعد ارتكاب جرائمهم في حق ضحاياهم، ويحتمون داخل أحيائهم التي أضحت ممنوعة على مصالح الأمن. انتشار رهيب للأسلحة البيضاء كما تعرف العاصمة تداولا كبيرا للأسلحة البيضاء التي أصبح المجرمون يتنقلون بها جهارا نهارا، ويشهرونها في الأماكن العامة، على غرار ما حصل الأسبوع الماضي بمحطة الحافلات في “لاڤلاسيار”، حيث حاول منحرفون الاعتداء على بعض المسافرين باستعمال أسلحة بيضاء (كلونداري) في وضح النهار، ما يدل على حالة التسيب التي تعرفها المنطقة. ورغم الاستراتيجية الأمنية التي ينتهجها المسؤولون لتوفير الأمان لسكان العاصمة وغيرها، خلال الأشهر المنصرمة والتي أتت أكلها، إلا أن الأمور سرعان ما عادت إلى ما كانت عليه، الأمر الذي جعل العاصمة غير آمنة على سكانها وزوارها. جثث مرمية في الشارع وما يزيد من الشعور بالخطر وانعدام الأمان، منظر الجثث المرمية في الشارع، والذي أضحى من مؤشرات انتشار الجريمة، رغم العدد الهائل لنقاط المراقبة ومقرات الشرطة والدرك والدوريات الروتينية وغير الروتينية في مختلف الأحياء والشوارع. ومن ذلك، ما أشارت إليه مصالح الشرطة في العاصمة التي عثرت، في حدود الساعة الخامسة من صبيحة أمس، على جثة شاب من مواليد سنة 1986 بشارع محمد بوضياف بحي عين النعجة، وعليه آثار ضربة قاتلة على مستوى الرأس. والمشهد نفسه عاشه سكان حي المكان الجميل في الحراش، عندما عثروا على جثة رجل يبلغ من العمر 43 عاما ويدعى “بن يطو سليمان” الذي يكون قد تعرض هو الآخر لضربة قاتلة على مستوى الرأس بالقرب من ثانوية واضح.