لا تزال المعلومات التي تقدمها السلطات الماليزية منذ تاريخ اختفاء الطائرة مجرد استنتاجات فقط لامتصاص غضب عائلات الضحايا 239، وأغلبهم ينحدرون من الصين، في غياب أي مؤشرات عن ظهور حطام الطائرة في المحيط الهندي مثلما ذكر رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبد الرزاق الذي أعلن، أول أمس، أن تحليلاً جديداً لبيانات القمر الصناعي أظهر أن الطائرة الماليزية المفقودة “ام اتش 370” سقطت جنوب المحيط الهندي. وقال نجيب عبد الرزاق “بناء على هذا التحليل الجديد توصلت شركة (اينمارسات) وفرع تحقيقات حوادث الطيران إلى أن الطائرة اتخذت المسار الجنوبي وأن آخر موقع لها تم رصده كان منتصف المحيط الهندي غرب بيرث”. وأضاف إنه نظراً لبعد المكان عن أية أماكن محتملة للهبوط فإن الطائرة قد سقطت جنوب المحيط الهندي وفقا لما اظهرته البيانات الجديدة، كما أكد وزير النقل الماليزي، أمس، أن عمليات البحث متوقفة بسبب سوء الأحوال الجوية، وهي التصريحات التي قطعت على اقارب الضحايا آخر خيط أمل تمسكوا به بكلمة واحدة “لم ينج أحد”. ولم تتقبل عائلات ركاب الطائرة تصريحات الوزير الأول الماليزي، فاشتبك العشرات مع الشرطة الصينية أمام سفارة ماليزيا في بكين، أمس، متهمين شركة الطيران والحكومة في كوالالمبور “بالتأخير والتضليل” بعد ساعات من الاعلان عن تأكد سقوط الطائرة في منطقة نائية قبالة استراليا في جنوب المحيط الهندي. وبالعودة إلى تفاصيل اختفاء الطائرة، كانت جملة “حسنا... تصبحون على خير” هي آخر رسالة من قمرة قيادة الطائرة التي اختفت عن شاشات الرادار يوم السبت 8 مارس الساعة ال1,30 صباحاً بالتوقيت المحلي، لتنطلق بعدها عمليات البحث التي قادتها إلى جانب القوات الماليزية، فرق بحث من أميركا والصين وأستراليا وبعض دول جنوب شرق آسيا، لكنها عادت خالية الوفاض. هل انتحر قائد الطائرة؟ وأثيرت الكثير من التكهنات في غياب أي مؤشر عن ظهور حطامها، فالبعض افترض أنها اختطفت واقتيدت إلى مكان مجهول وبأن ركابها على قيد الحياة، وما عزز هذه التكهنات ما ذكرته بعض التقارير الإخبارية، بأن عائلات بعض ركاب الطائرة المختفية قالوا إنهم سمعوا إشارات رنين هواتف ذويهم عند محاولة الاتصال بهم، كما لاحظوا نشاطاً في حساباتهم الالكترونية على الإنترنت. بينما راح آخرون ينقبون في أسرار حياة قائد الطائرة، الذي قيل أنه تلقى مكالمة هاتفية غامضة قبل إقلاعه، كما تحدث مدير الاستخبارات الأمريكية، جون برينان، عن احتمال أن يكون قائد الطائرة قد تعمّد إسقاط الطائرة وأقدم على الانتحار في الجوّ. ويحيلنا السيناريو الغامض لاختفاء الطائرة إلى قصص مشابهة لكوارث الطيران الغامضة في العالم، رصدتها نشرت صحيفة “ميرور” البريطانية. ولعل من أغرب هذه الحوادث اختفاء طائرة بطلة اميركا في الطيران أميليا إيرهارت، سنة 1937، خلال محاولتها الدوران حول الأرض، في طائرتها من نوع “لوكهيد إلكترا” رفقة الطيار فريد نونان، بالقرب من جزيرة “هاولاند” في وسط المحيط الهادئ، لكن لم يعثر على أثر جثتها. وهناك من فسر حادثة اختفائها بأنها كانت جاسوسة للرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت واعتقلوها اليابانيون. وقال آخرون ان الطائرة تحطمت في اليابان ونقل جثتها سراطين الرمال. ويظن البعض الآخر، أنها بقيت على قيد الحياة، وانتقلت إلى نيو جيرسي وغيرت اسمها. وفي سنة 1944 اختفت طائرة فوق القناة الانجليزية وهي في طريقها الى باريس وعلى متنها المغني الشهير غلين ميلر، عضو فرقة “بيغ باند”، وغاب أثر حطامها. وسنة بعدها اختفت 5 طائرات كاملة فوق منطقة مثلث بيرمودا، والغريب أن الطائرة السادسة اختفت ايضا وهي تقتفي أثر الطائرات الخمس. واختفت طائرة أيضا وهي في طريقها من برمودا إلى جامايكا سنة 1949، ورحلة البحث عن ناجين أوقفت من غير إنقاذ أي شخص. وسجل في تاريخ حوادث الطيران تحطم طائرة أوروغواية تنقل 45 راكباً في جبال الأنديز خلال حالة جوية سيئة، إذ توفي 12 راكباً جراء هذا الحادث، و6 ركاب آخرين توفوا في الأيام القليلة بعد الحادث. أما الركاب ال16 المتبقين، فتم العثور عليهم بعد 72 يوماً من الحادثة، واستطاعوا البقاء على قيد الحياة من خلال أكلهم للحم رفاقهم المتوفين. ولعل من بين أكثر الحوادث غرابة حادثة تحطم الطائرة البوينغ 767 المصرية فوق المحيط في جنوب ماساتشوستس في الولاياتالمتحدة، ومات جميع ركابها وطاقمها الذي يبلغ عددهم 217 راكبا، سنة 1999، وكانت الطائرة قد أقلعت من مطار جون ف. كينيدي الدولي في نيويورك متوجهة إلى القاهرة. وفيما تردد من الجانب المصري أن الطائرة كانت “مستهدفة” لوجود وفد عسكري “هام” مؤلف من 33 شخصا على متنها وكذلك “ثلاثة خبراء في الذرة” وغيرهم، جاء في تقرير لهيئة السلامة الأمريكية ان مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي: “توكلت على الله”، وهي جملة لا يقولها منتحر، حسبهم.