رحلة بحث عن الجثث وبقايا البيوت هكذا يقضي سكان غزّة أيام الهدنة.. تواصل طواقم الدفاع المدني في مدينة رفح (جنوب) عمليات البحث عن جثامين فلسطينيين فقدت آثارهم تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف والعمليات العسكرية البرية في المدينة اعتبارا من 6 ماي الماضي وتشارك عائلات فلسطينية طواقم الدفاع المدني في عمليات البحث والانتشال لجثامين متحللة أضحت هياكل عظمية وسط مشاهد تنفطر لها القلوب هذه الجثامين التي مضت عليها فترات طويلة تحت الأنقاض تحللت مع مرور الوقت وظروف الحرب القاسية. ق.د/وكالات يتواصل انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض حيث أعلن الدفاع المدني في قطاع غزّة أنه انتشل خلال ساعات جثامين ثمانية شهداء من محافظتي غزّة والشمال و58 شهيداً من محافظاتجنوب القطاع. كما يستمر تكشف حجم التدمير والمجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزّة حيث نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزّة قائلاً إن الاحتلال ارتكب 10100 مجزرة سقط بموجبها 61182 شهيداً ومفقوداً بينهم 14222 مفقوداً لم يصلوا إلى المستشفيات حتى تاريخ 18 جانفي الحالي. وتحدث عن أن 2092 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة وعدد أفراد هذه العائلات 5967 شهيداً وفق وزارة الصحة في وقت أباد الاحتلال 4889 عائلة لم يتبقَّ منها سوى فرد واحد فقط. ومن بين إجمالي عدد الشهداء 17861 طفلاً و12316 امرأة. وكشف المكتب عن أن الاحتلال ألقى مائة ألف طن من المتفجرات على قطاع غزّة وأحرق أو اعتدى أو أخرج عن الخدمة 34 مستشفى وكذلك 80 مركزاً صحياً واستهدف 162 مؤسسة صحية معلناً أن نسبة الدمار في القطاع 88 . وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزّة في وقت سابق انتشال جثامين 66 فلسطينيا من تحت أنقاض منازل ومبان دمرها الاحتلال في محافظات غزّة والشمال والجنوب خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في القطاع على مدى نحو 16 شهرا قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وبدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الأحد ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. وحوّل الاحتلال غزّة إلى أكبر سجن في العالم إذ تحاصرها للعام ال18 وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء. *مشاهد قاسية يقوم أفراد الدفاع المدني العاملون بجد رغم شح الإمكانات بجمع عظام وجماجم متناثرة بين الركام ووضعها داخل أكياس بيضاء معدة خصيصًا لهذا الغرض. وتعمل طواقم الدفاع المدني على مدار الساعة مستخدمةً أدوات بسيطة وسط غياب المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لرفع الركام والبحث في أعماق المنازل المدمرة. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة فإن 14 ألفا و222 مفقودا لم يصلوا إلى المستشفيات حتى 18 جانفي 2025′′ وسجلت وزارة الصحة 46 ألفا و960 شهيدا ممن وصلوا إلى المستشفيات . *مخاطر ميدانية وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزّة محمود بصل: أعمالنا محفوفة بالمخاطر فالعديد من المباني المدمرة تحتوي على متفجرات ومخلفات حربية تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة طواقمنا . وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني تعمل ببطء وحذر لتجنب وقوع انفجارات أو انهيارات جديدة. وأضاف: العمل في مثل هذه الظروف يحتاج إلى معدات وأدوات حماية شخصية لكننا نفتقر إليها في قطاع غزّة والطواقم تواجه خطرًا مستمرًا ومع ذلك يواصلون عملهم بإصرار وإيمان بواجبهم الإنساني . ودعا بصل المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير المعدات الثقيلة والموارد اللازمة لاستكمال عمليات الانتشال وإزالة الأنقاض. وأردف: مشاهد الانتشال المؤلمة يجب أن تكون نداءً للعالم ليتحرك فورًا. سكان غزّة لا يمكنهم مواجهة هذه الكارثة الإنسانية بمفردهم . ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي ألقى الاحتلال على قطاع غزّة 100 ألف طن متفجرات ما تسبب في تدمير نحو 88 بالمائة من البنى التحتية بما يشمل المنازل وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاقتصاد بخسائر أولية تزيد عن 38 مليار دولار أمريكي.