باشر القائمون على الحملة الانتخابية للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة اتصالات سرية وعلنية لإقناع سكان الجنوب بالتصويت لمرشح النظام، وقدم هؤلاء إغراءات للأعيان وبعض ممثلي المجتمع المدني والزوايا والأطراف الفاعلة في المنطقة أهمها ”كوطة إضافية من التعيينات في المناصب العليا في الدولة لإطارات الجنوب”، ومشاريع كبرى وبعض الامتيازات. استشعر القائمون على الحملة الانتخابية للرئيس المترشح بوتفليقة خطورة دعوات المقاطعة التي أطلقها البطالون في عدة مناطق بالجنوب، بالإضافة للنشاط اللافت للمنافس القوي علي بن فليس. وكشفت مصادر عديدة أن مقربين من الرئيس بوتفليقة زاروا زوايا في أدرار والأغواط والتقوا بشيوخ زوايا في الأغواط وأدرار وتڤرت وبأعيان وعقال التوارڤ وأعيان قبائل الشعانبة وأعيان الميزابيين، وأضافت مصادرنا أن الرئيس كلف وزير الدولة عبد العزيز بلخادم بالمهمة، بالإضافة إلى أعضاء في مجلس الأمة من الثلث الرئاسي. وقال مقربون من الحملة الانتخابية للرئيس المرشح إن لقاءات تجري حاليا في السر والعلن في عدة اتجاهات لحشد التأييد للرئيس بوتفليقة في الجنوب، منها لقاءات مع شيوخ الزوايا وأخرى مع ممثلين عن البطالين ومع ما يسمى بأعيان مناطق الأهڤار والطاسيلي والشعانبة ومزاب، وقال عضو المداومة الوطنية لحملة المرشح عبد العزيز بوتفليقة عضو مجلس الأمة حود مويسة مداني ”إن خصوم الرئيس يستغلون وسائل ”قذرة” ضدنا وهم يرفضون الإنجازات التي تحققت على الأرض لصالح سكان منطقة، ومنها مشروع نقل الماء الصالح للشرب في تمنراست وتعميم الكهرباء والغاز في أغلب مناطق الجنوب، والحد من نشاط شركات المناولة في الجنوب”. من جهته ذكر أحد أركان الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في الجنوب، طلب عدم الكشف عن هويته، ”يتحدث خصوم الرئيس في الجنوب عن تهميش المنطقة منذ سنتين، لكننا تلقينا ضمانات من الرئيس بوتفليقة شخصيا بتعيين عدد إضافي من إطارات الجنوب في العهدة الرابعة في مناصب عليا في الدولة، منها مناصب وزراء وسفراء وولاة ونواب عامين، ويبقى الأمر مرهونا بالكفاءة والاستحقاق”، وأضاف المتحدث ”لا يتعلق الأمر فقط بضمانات بتعيينات جديدة بل بمشاريع إستراتيجية كبرى أهمها ازدواجية الطريق الوطني رقم واحد إلى غاية تمنراست ومشروع استصلاح كبير وإنشاء مدينة جديدة في ورڤلة وأخرى في أدرار”، وقال عضو مجلس الأمة حود مويسة مداني ”إن كل المسؤولين في الدولة المحيطين بالرئيس بوتفليقة متفقون على أنه من الضروري إعطاء الفرصة للشباب من إطارات الجنوب لشغل مناصب عليا في الدولة”. وقال عطاوي محمد، ناشط في لجنة الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي أنشئت للتنسيق بين عدة منظمات تنادي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية وأهمها لجنة البطالين: ”لقد انتهي الزمن الذي كانت فيه أغلب مناطق الجنوب الورقة الرابحة المضمونة في جيب مرشح النظام في كل المواعيد الانتخابية السابقة، لقد تغيرت الأوضاع الآن هنا، حيث كشفت الطريقة التي تمت بها معاملة مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة هذا التغير”.