هل جلوس الرئيس على كرسي متحرك يجعله مدركا لآلام 250 ألف شخص معاق حركيا من أصل مليوني معاق في الجزائر، كل من شاهد الرئيس في شاشات التلفزيون وهو يؤدي القسم الدستورية أو عندما أخذ صورة تذكارية مع حكومته الجديدة، أشفق بحق على الرئيس وتمنى له الشفاء، لكن من وراء الرئيس يوجد آلاف المعوقين الذين ينتظرون نفس الشفقة ونفس الدعاء من الجميع. جورج أوزبورن، وزير الخزانة البريطاني، تعرض إلى حملة شرسة من طرف المجتمع المدني وحتى وزراء في الحكومة نفسها، وذلك بسبب أنه ركن سيارته أثناء تناوله لوجبة طعام في موقف مخصص لفئة المعاقين، ما جعل البريطانيين يؤكدون بعده كل البعد عن الإحساس بالمعوقين، فهل يمكن لبوتفليقة، بعد أن أقعده المرض، أن يكون قد أوصى وزيرة التضامن الجديدة مونية مسلم بضرورة العناية أكثر بهؤلاء لأنه أحس أخيرا بأنهم يعانون حقا في صمت؟ وهل أوصى فعلا وزير الصحة بضرورة التكفل بهم صحيا وتوفير الأدوية اللازمة لهم في كل وقت وحين؟ هل أوصى بوتفليقة وزير النقل عمار غول بأن يكيف حافلات النقل الحضري وترامواي الشوارع وميترو الأنفاق مع احتياجات المعاقين عبر استحداث مدرجات خاصة بالصعود والنزول والجلوس؟ وهل طلب الرئيس من وزير المالية إعادة النظر في رفع منحة التكفل الزهيدة التي لم تصل بعد إلى الأجر القاعدي المضمون، والتي تجعلهم يمدون أيديهم ويستغيثون في كل مرة عبر صفحات الجرائد والمجلات؟ الأكيد أن هذه الوصايا لو فعلها بوتفليقة حقا، لاستحق تمثالا في وسط العاصمة يتم صنعه من تبرعات المعوقين أنفسهم، تماما كما تم صنع تمثال للرئيس الأمريكي فراكلين روزفيلت وهو على كرسي متحرك، وهو الذي انتخب أربع مرات من سنة 1933 إلى 1945 على غرار الرئيس بوتفليقة، وحين توفي صنع له تمثال من البرونز بتبرعات التلاميذ ووضع على الأرض لكي يلمسه كل الذين يجلسون على كرسي متحرك. [email protected]