شكلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لجان تفتيش جديدة مهمتها السهر على مدى احترام المؤسسات الاستشفائية للتعليمات التي أصدرها وزير الصحة، تتعلق أساسا بالتكفل بالمرضى وتوفير الأدوية وضمان احترام مواعيد الفحص الطبي مع ضمان عمل مصالح الأشعة. قال مصدر ل ”الخبر” حضر اللقاء الذي جمع وزير الصحة عبد المالك بوضياف مع إطاراته، نهاية الأسبوع المنصرم، إن ملف الأدوية وتوفير اللقاحات والتكفل بعلاج المرضى يشكل أولوية بالنسبة لوزير القطاع، مضيفا أن نتائج لجان التفتيش التي تم توزيعها عبر عدد من الولايات ستحدد الجهة التي تتلاعب بصحة المرضى في المؤسسات الاستشفائية، على أن تقدم تشخيصا آخر لوزير القطاع عن واقع المؤسسات الصحية في الجزائر، بعد أن كشفت التقارير الأولى عن تجاوزات خطيرة يعرفها القطاع ودفعت عبد المالك بوضياف إلى تنحية عشرات من مديري الصحة ومديري المؤسسات الاستشفائية بسبب سوء التسيير والتلاعب بحياة وصحة المرضى، لكن يبدو أن الوزير لم يكتف بتقارير لجان التفتيش الأولى ليكلف أخرى بمهمة جديدة على أمل ضمان الصرامة والانضباط بشكل متواصل في المستشفيات عند قيام اللجان بمهمة التفتيش. وسمح عمل لجان التفتيش الأولى بالوقوف على الحالة المزرية للمستشفيات والعيادات متعددة الخدمات من ناحية تقديم العلاج وضمان المناوبة الليلية والنظافة الاستشفائية، بالموازاة مع الزيارات الفجائية التي قام بها الوزير إلى عدد من المؤسسات الاستشفائية. وقالت مصادر بالوزارة ل”الخبر” إن الوزارة وبعد دراستها نتائج حملات التفتيش الجديدة ستضع ورقة طريق جديدة تخص التكفل الأنجع بالمرضى، ما يسمح بتجاوز كل النقائص التي وقفت عليها لجان التفتيش الأولى مع إعادة تنظيم عمل مصالح الاستعجالات الطبية بشكل خاص، حيث أرجعت لجان التفتيش حالة الاكتظاظ الذي تشهده المؤسسات الصحية إلى بعض المرضى الذين لا تستدعي حالتهم التوجه إلى الاستعجالات، علما أنه يوجد عبر الوطن 150 مستشفى يعمل بنظام المناوبة والاستعجالات و637 عيادة متعددة الخدمات تعمل 24/ 24 سا، بينما العاصمة التي تتوفر على 161 قاعة علاج و76 عيادة متعددة الخدمات، فقد عجز المسؤولون بالوزارة عن إيجاد حلول للمشكلات المطروحة بها والتي تتمحور في مجملها حول النظافة ومشكلة النفايات الاستشفائية، وكذا الانضباط واحترام مواقيت العمل سواء أكانت إدارية أو تقنية، علما أن المستشفيات الواقعة في إقليم ولاية الجزائر تستقطب يوميا 66 % من المرضى من الولايات الأخرى من الوطن طلبا للعلاج، وهو ما يشكّل ضغطا كبيرا داخلها وجعل تقديم العلاج بالشكل المطلوب أمرا مستحيلا.