أصيب عشرون مدنيا في مدينة بنغازي الليبية بشظايا صاروخية، ليلة الخميس إلى الجمعة، حسب مصادر طبية، ولم يعرف مصدر تلك الشظايا إلا أن كتيبة 17 فبراير التابعة لقادة أركان الجيش النظامي اتهمت قوات حفتر باستهداف المدنيين، فيما تعرض معسكر لقوات الصاعقة في بنغازي الموالي لحفتر، أمس، إلى قصف بصواريخ “غراد” لم يخلف أي إصابات. في طرابلس عاصمة البلاد حدد المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، أول أمس، تاريخ 25 من شهر جوان الداخل كموعد لانتخابات تشريعية يسلم فيها المؤتمر السلطة للبرلمان الجديد، فيما عارضت حكومة تصريف الأعمال بقيادة عبد الله الثني، استدعاء المؤتمر الوطني العام لقوات درع ليبيا المنطقة الوسطى من مصراتة إلى طرابلس، خاصة في وجود كتائب القعقاع والصاعقة ومدني الموالية للجنرال المنشق خليفة حفتر، ما قد يرجح وقوع مواجهات مسلحة بين الطرفين. ويعد درع ليبيا المنطقة الوسطى من أقوى التشكيلات المسلحة في ليبيا ويضم نحو أربعة آلاف مقاتل معظمهم من قبيلة مصراتة التي تتصارع على السلطة والنفوذ مع قبيلة الزنتان الموالية لحفتر، وسبق لكتائب تابعة لمصراتة أن انسحبت من العاصمة طرابلس تحت ضغط مظاهرات شعبية طالبت بانسحاب الميليشيات من المدن، لكن الغريب أن الانسحاب لم يشمل كتائب الزنتان مثل الصاعقة والقعقاع ومحمد مدني. وقد دخلت قوات درع ليبيا - المنطقة الوسطى، أول أمس، إلى طرابلس تحت قيادة رئيس أركان الجيش النظامي لتأمينها ضد أي محاولة للقوات الموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر للاستيلاء عليها، وكذلك تعزيز قوات المجلس العسكري لطرابلس بقيادة عبد الحكيم بلحاج وقوات غرفة عمليات ثوار ليبيا المؤيدة لشرعية المؤتمر الوطني العام. من جهة أخرى، نفى وزير الداخلية الليبي صحة المعلومات التي نقلتها وكالة الأنباء الليبية وعدة مواقع إخبارية عن انشقاقه عن الحكومة وانضمامه إلى معسكر حفتر، كما عبر “المجلس الأعلى لأعيان ليبيا للمصالحة الوطنية”، أول أمس، عن رفضه لعودة ما أسماه “الحكم العسكري” للبلاد، داعياً كافة الأطراف إلى “التعقل والمصالحة ونبذ العنف”. أما رئيس مجلس مدينة “طرابلس” الليبية، سادات بدري، فأكد في تصريح لوكالة الأناضول التركية أن العملية العسكرية التي يقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر هي “محاولة لتكرار سيناريو الانقلاب في مصر”، معتبرا أن “القنوات الإعلامية الممولة خليجياً تقوم بنفس حملة التضليل التي قامت به إبان “الانقلاب العسكري” في مصر، من حيث تضخيم قوة الجهات المشاركة في الانقلاب، وخلق حالة من الضغط النفسي في البلاد”، على حد قوله. وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” تعهد الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر (70 سنة) بشن سلسلة عمليات عسكرية لطرد من أسماهم “بالإرهابيين المسلحين” من ليبيا. وحسب تقديرات اللواء المتقاعد، فإن عدد “المتطرفين المسلحين” في ليبيا يتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف شخص. وأضاف “ستكون هناك عمليات عدة ولن نتوقف حتى نخلص بلادنا من كل الإرهابيين والمسلحين”. واعتبر حفتر في حوار مع صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أمس الأول من مقره ببنغازي، أن “المواجهة هي الحل مع الإرهابيين” على حد قوله، وأن “المفاوضات لن تجدي نفعا معهم”. وكان حفتر بعد فشله في استمالة “لجنة الستين” المنتخبة والمكلفة بصياغة الدستور قد دعا في بيان له منذ أيام مجلس القضاء الأعلى إلى “تشكيل مجلس مدني لإدارة شؤون البلاد”، يتولى بدوره “تشكيل حكومة طوارئ والإشراف على الانتخابات”، دون أن يتلقى أي رد بالسلب أو الإيجاب.