ستكون الجزائر أول مستورد للحوم الحمراء البوتسوانية، وفقا لنتائج المحادثات السياسية بين البلدين، والآفاق التي يريد البلدان بلوغها، وأبدت السلطات البوتسوانية استعدادا لبيع اللحوم الحمراء إلى الجزائر بأسعار تنافسية، مع ضمان نوعية عالية للحوم، التي تشتهر بها بوتسوانا. وكان مقررا أن يتم شراء اللحوم الحمراء البوتسوانية، ونقلها إلى السوق الجزائرية لاستهلاكها في شهر رمضان القادم، إلا أن المحادثات حول إبرام الصفقة لم تتجسد، بسبب مقتضيات وشروط تنفيذ الاتفاق الذي سيتحول إلى واقع بعد أشهر، استنادا إلى مصادر مسؤولة محلية، ويبحث الطرف الجزائري على اقتناء اللحوم الحمراء البوتسوانية بأسعار تنافسية، استنادا إلى المؤشرات الدولية، بنحو تكون في متناول المستهلك الجزائري، وتقضي الصفقة المحتملة، نقل اللحوم البوتسوانية جوا، بسبب عدم توفر بوتسوانا على منافذ بحرية، وأيضا للحفاظ على طابعها الطازج، ومعروف عن اللحوم الحمراء البوتسوانية، جودتها العالية وتوفرها بكميات كبيرة، وتشير المعطيات، إلى أن المربين البوتسوانيين لا يستعملون المواد الكيميائية في الغذاء الذي يمنح للأبقار لتناوله، حيث يفضّل المربون إطعام الأبقار من الأعشاب، كما أن الأرقام تشير إلى أن بوتسوانا يعد من أكبر البلدان التي تتوفر على أعداد كبيرة من الأبقار ( 3ملايين بقرة)، ويريد البلدان تحويل اهتمامهما إلى إبرام شراكة في مجالات أخرى بعد تجسيد أول صفقة حول اللحوم الحمراء، ويراهن الخبراء على فتح أسواق أخرى للبلدين في مجالي استغلال المحروقات والماس. ومعروف أن الجزائر تتمتع بتجربة كبيرة في مجال المحروقات، مما يرشحها أن تكون أقرب الشركاء لبوتسوانا لمساعدتها فنيا على استغلال المحروقات، فيما تتمتع بوتسوانا بتجربة فريدة من نوعها في استغلال الماس، وتعدّ بوتسوانا أول بلد مصدّر للماس في العالم، وهي فرصة، في نظر الخبراء، لاستفادة الجزائر من تجربة بوتسوانا في استغلال الماس، خاصة بعدما قطعت بوتسوانا قفزة نوعية في هذا المجال بتحويل الماس في بوتسوانا قبل تصديره إلى الخارج، عند استخراجه في صورته الأولى. وأدى التقارب في المواقف السياسية للبلدين، خاصة ما تعلق بقضية الصحراء الغربية، إلى ظهور بوادر ايجابية لدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى أعلى الدرجات، خاصة وأن بوتسوانا ما تزال تعد ورشة كبيرة، حيث تعد مساحتها كبيرة جدا قياسا بعدد سكان البلد البالغ مليوني نسمة. وإلى جانب بوتسوانا، ينتظر أن تتحول جنوب إفريقيا إلى شريك هام للجزائر في مجال استغلال الإسمنت، وستتدعم سوق الإسمنت في الجزائر بمتعامل جديد. ويتعلق الأمر بشركة “بريتوريا سيمنت كومباني”، وهذه الشركة ستتولى إنتاج واستغلال الإسمنت في ولاية مسيلة، مما يخفّف العجز في السوق الجزائري في تلبية الحاجيات المحلية، خاصة في فصل الصيف، حين يعرف سعر كيس الإسمنت ارتفاعا جنونيا، وتقول المؤشرات، أن الإسمنت الذي سيتم إنتاجه في الجزائر، في إطار هذه الشراكة الجديدة، سيوجه خصوصا إلى عمليات إنجاز السدود، بالنظر إلى النوعية الخاصة التي تضمن صلابة البنايات.