يتناول جدول أعمال اجتماع هيئة رؤساء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، غدا الأربعاء، دراسة كيفيات استحداث قطب جديد يجمع كل قوى المعارضة، لاسيما الأحزاب والشخصيات الوطنية التي أبدت تجاوبها وموافقتها مع مشروع أرضية الانتقال الديمقراطي التي بنيت عليها تدخلات المشاركين في الندوة الوطنية المنعقدة يوم 10 جوان. ينطلق مسعى التنسيقية ل”استحداث” قطب جديد يحوي كل قوى المعارضة في “قطب واحد”، من توصيات ندوة الحريات والاتتقال الديمقراطي، بالخصوص التوصية الأولى التي دعت فيها الندوة إلى “مواصلة النضال من أجل إحداث التغيير الحقيقي بما يجسد سيادة الشعب في اختيار حكامه وممثليه، وتمكينه من مساءلتهم ومحاسبتهم وعزلهم”. وكذلك التوصية الثامنة التي فتحت المجال للعمل “على توسيع جبهة الأحزاب والشخصيات المقتنعة بالتغيير والانتقال الديمقراطي”، والتوصية التاسعة التي أكدت على “الاستمرار في التشاور بعد الندوة مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، لضمان مواصلة التنسيق والعمل المشترك مع مختلف الأطراف المشاركة في الندوة من أجل الإصلاح والتغيير”. وأفاد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في اتصال مع “الخبر”، بأن “اجتماع هيئة رؤساء التنسيقية، غدا، سيكون بمقر حزبنا، وأبزر نقاط جدول أعماله تقييم الندوة الوطنية والعمل الذي قمنا به قبلها، والبحث عن كيفيات تطبيق توصيات الندوة ومتابعة تنفيذها”. وأوضح ذويبي أن “الاجتماع سيتناول أيضا البحث عن الإطار الذي سيجمع المعارضة، ولحد الآن لم نحدّد تصورا واضحا، وسيكون نقاشنا (رؤساء التنسيقية) مرتكزا حول هذه النقطة، ومن غير المستبعد أن يستحدث قطب يجمع كل قوى المعارضة”. من جهته، ذكر رئيس حركة مجتمع السلم “حمس”، عبد الرزاق مقري، ل”الخبر”، أن “لقاء هيئة الرؤساء عنوانه متابعة نتائج ندوة الحريات والانتقال الديمقراطي، والبحث عن آليات تمكن من إدخال مقترحات المتدخلين في الندوة ضمن مشروع أرضية الانتقال الديمقراطي”. وأشار مقري إلى أن “اللقاء سيركز أيضا على وضع آليات تشكيل هيئة التشاور والمتابعة التي وردت ضمن توصيات الندوة، وضبط سلسلة الأعمال والندوات الموضوعاتية”. ومعلوم أن التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أعلنت تكفلها “بمواصلة التشاورات مع الأطراف المشاركة في الندوة، لتجسيد هذه التوصيات وتأسيس هيئة التشاور والمتابعة”. من جانبه، أبرز رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، في اتصال مع “الخبر”، بأن “لقاء هيئة رؤساء التنسيقية سيهدف إلى تقييم الندوة من جميع النواحي، بالتنسيق مع اللجان الخاصة التي تتابع تنفيذ التوصيات”، مضيفا أن “التنسيقية ليست مثل السلطة التي تقول إن كل شيء على ما يرام”. وقال بلعباس إن “السلطة لن تبقى مكتوفة الأيدي بعد تحقق نجاح الندوة، وستعمل على البحث عن الثغرات واستغلال وجود مشاكل في التنسيقية للاستثمار فيها، لذلك فأمامنا عمل كبير نقوم به، يراعى فيه الذكاء كعامل مهم جدا للتعامل مع السلطة”. وأوضح سفيان جيلالي، رئيس حزب “جيل جديد”، أن “خارطة الطريق التي سيحدّدها لقاء يجمع هيئة رؤساء التنسيقية يوم 18 جوان، ستمنح فيها الكلمة إلى الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية لإضفاء تعديلات على أرضية مشروع الانتقال الديمقراطي أو توصيات الندوة، وتشرف عليها هيئة التشاور والمتابعة التي منحت لها صفة “الفوقية” عن الأحزاب والشخصيات”.