أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما إعداد مقترح يتم عرضه على الكونغرس من أجل خصم مبلغ مالي من قيمة المخصصات لمساعدة أفغانستان وتحويلها إلى العراق، على أن يتم إرسال حوالي 300 جندي عسكري من المقاتلين لحماية السفارة الامريكية في بغداد وعدد من المباني التابعة للولايات المتحدة. وكانت مصادر أمريكية تحدثت عن خطة لإرسال حوالي مائة جندي مقاتل إضافي لتدريب القوات العراقية وتأهيلها لمواجهة عدوان تنظيم داعش على عدد من المحافظاتالعراقية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء ”رويترز”. وكانت التقارير الإخبارية الواردة، أمس، أكدت استمرار المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم الارهابي إحكام سيطرتها على عدد من المناطق في المحافظاتالعراقية، في إشارة إلى أن التنظيم الجهادي بسط يده، صباح أمس، على الجزء الغربي من مدينة بعقوبة بمحافظة الديالي الواقعة على الحدود العراقية مع إيران، فيما استمر لليوم الرابع على التوالي حصار العاصمة بغداد. فيما أشارت مصادر طبية إلى مقتل أكثر من أربعين شخصا في الاشتباكات بين القوات الحكومية وجهاديي التنظيم الارهابي. في السياق، أكدت التقارير الاخبارية الواردة من العراق أن التنظيم الجهادي يسيطر على أغلب مداخل ومخارج العاصمة العراقية، فيما تقتصر سيطرة القوات النظامية على المناطق الشرقية من العاصمة، في تأكيد على أن ميليشيات المتطوعين تساهم في تأمين المدخل الشرقي والحد من تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام. وفي سياق المعلومات المتوفرة عن خطط تأمين العاصمة العراقية، أكدت وسائل إعلام عراقية على مساعدات أمريكية لحكومة نوري المالكي، تمثلت في تقديم معلومات حول تحركات المجموعات الإرهابية عن طريق طائرات المراقبة الليلية. وعلى صعيد ردود الأفعال السياسية على تطور الأوضاع في العراق، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على إجراء حوار وطني موسع مع كافة الاطياف العراقية، كما شدد خلال مؤتمر صحفي في جنيف على ضرورة ”مساعدة الحكومة العراقية قبل كل شيء على إعادة السلام”، محذراً من انفجار العنف الطائفي في العراق مع تفاقم الاضطرابات في جميع أرجاء البلاد، وهو تقريبا ذات ما ذهب إليه تحالف الإصلاح الوطني الذي يضم عددا من قادة التشكيلات السياسية في العراق، خلال اجتماعهم أمس في العاصمة بغداد، حيث أكدوا على ضرورة التوصل إلى توافق وطني ومصالحة شاملة للخروج من الأزمة السياسية والأمنية، بحسب ما صرح به المتحدث باسم التحالف، أحمد جمال. إلى ذلك، عبّر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي عن مخاوفه من احتمال تقسيم العراق إلى دويلات، إذ قال نجيرفان بارزاني إنه سيكون من الصعب جدا على العراق العودة إلى الوضع الذي كان موجودا قبل الأحداث الأخيرة، مضيفا أن المناطق السنية شعرت بالإهمال من قبل الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، وإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للمضي قدما، مشيرا إلى أن الحل قد يكون من خلال تأسيس منطقة سنية تتمتع بالحكم الذاتي، وتقريبا ذات الموقف الذي عبّر عنه مبعوث الأممالمتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، الذي اعتبر أن الهجوم الذي يشنه متشددون منذ حوالي أسبوع والذي سيطروا خلاله على مناطق واسعة في الشمال، يشكّل ”تهديدا لبقاء” العراق وسيادته.