يقول الدكتور شخاشيري في حكمة الصّوم: [اعلم أنّ انتفاعك من الطّعام القليل الّذي تأكله في انتظام يزيد على انتفاعك من الطّعام الكثير الّذي تأكله في غير انتظام ومن غير بطء في المواعيد]. وحدّد الدكتور شخاشيري فوائد الصّيام في عدّة نواح: علاج اضطرابات الهضم واضطرابات الأمعاء وبالذّات المزمنة منها وعلاج لزيادة الوزن وإقلال السكر في الدم والعمل على إخفائه من البول والتهاب الكلى الحاد المصحوب بتورم وارتشاح تستفيد كثيرًا من الصّيام وأمراض القلب المصحوبة بتورم في القدمين والسّاقين وتضخّم حجرات القلب والتهاب المفاصل الروماتزمية. وأعقب على المآثر والفوائد النّاتجة عن الصّيام العظيمة الشّأن، موضّحًا أنّ إبعاد الثّقة بين النّفس ونزواتها يستفيد منه الجسم كثيرًا وتنطلق الرّوح إلى سماء السّعادة والارتقاء. إذًا، الصّوم عبادة روحية وبدنية، يعلّم الأمانة ومراقبة الله تعالى في السّرّ والعلن، إذ لا رقيب على الصّائم في امتناعه عن الطيّبات إلّا الله وحده. والصّوم يقوّي الإرادة ويشحذ العزيمة ويعلّم الصّبر ويُساعد على صفاء الذّهن واتّقاد الفكر، وإلهام الآراء الثاقبة إذا تخطّى الصّائم مرحلة الاسترخاء، وتناسى ما قد يطرأ له من عوارض الارتخاء والفتور أحيانًا. قال لقمان الحكيم لابنه: ”يا بُني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة”.