وجد الحكماء وأرباب الاختصاص أنّ عدد مرضى النّزلات المعوية بالذّات ومرض القولون يَقلّون في رمضان عن غيره من الشّهور، كما أنّ فاعلية العقاقير تزيد في شهر رمضان عنه في الشّهور الأخرى كذلك، لأنّ المريض عادة ما يناقض علاجه الطبي عندما يأكل الممنوعات ويعرض عن المسموحات، ولأنّ أحبّ شيء إلى الإنسان ما منع “وكلّ ممنوع متبوع”.. لكن في رمضان، فإنّ الصّيام عن الممنوع والمسموح يعطي فرصة أكبر لمرض المعي الدقيق والغليظ بالشّفاء العاجل: “قاتل الله الشّره”، فإنّ التّخمة تقلّل من فعالية العقاقير وتعرقل الشّفاء وتؤخّر المُعافاة. يقول الدكتور شخاشيري في حكمة الصّوم: [اعلم أن انتفاعك من الطعام القليل الذي تأكله في انتظام يزيد على انتفاعك من الطعام الكثير الذي تأكله في غير انتظام ومن غير بطء في المواعيد]. وحدّد فوائد الصّيام في عدّة نواح: [علاج اضطرابات الهضم واضطرابات الأمعاء وبالذات المزمنة منها، كعلاج لزيادة الوزن، وإقلال السكر في الدم والعمل على إخفائه من البول، والتهاب الكلى الحاد المصحوب بتورم وارتشاح تستفيد كثيرًا من الصّيام، وأمراض القلب المصحوبة بتورم في القدمين والساقين وتضخم حجرات القلب، والتهاب المفاصل الروماتزمية].