رمضان شهر مبارك، جاء بالخير كلّه، بالرّحمة والمغفرة والعتق من النّار، ربط المسلمين بكتاب ربّهم وبالصّلاة وبقيام الليل، وهذه من أجلّ العبادات الّتي ينبغي الحفاظ عليها بعد رمضان، فكأنّه مدرسة تكوينية تحضّر لما بعد التخرّج، فيشمّر الدارسون بها ساعدهم للخوض في الحياة العملية. ينبغي على المسلم أن يبقى حريصاً على أداء الصّلاة في وقتها مع الجماعة، وعلى قيام اللّيل ولو بركعتين، وعلى الإنفاق على الفقراء، وعلى صلة الرحم، وعلى ضبط الأعصاب وحسن الخُلق ولين الجانب مع إخوانه المسلمين، وصوم ست من شوال وغيرها. وحق لمَن وفّقه الله لصيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً أن يفرح، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”للصّائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربّه” أخرجه البخاري ومسلم. فيفرح يوم العيد لتوفيق الله له، ويفرح أن جعله عنصراً من أمّة الإسلام المباركة الّتي يحسدها غيرها من الأمم تدين بغير دين الإسلام على تلك المناسبات والمحطّات المباركة الّتي تجمع شمل المسلمين وتوحّدهم وتربطهم بخالقهم جلّ وعلا، قال تعالى: {وَلِتُكمِلوا العِدَّةَ وَلِتُكبِّروا الله على ما هداكُم ولعلّكم تشكرون} البقرة:185