“كل ما يطلق لمحابسية تزيد السرقة”، “أنا مع الحبس في الصحراء خاطر الحبس تاع المدينة يسمنهم”، “هو يطلقهم بالعفو والشعب يخلّص”، تلك عينة من آراء استقيناها من أسواق الجزائر العاصمة، حيث تشهد على ارتفاع وتيرة اللصوصية موجة من أعمال النهب والسرقة بعد العفو الرئاسي الذي مسّ عددا من المساجين. أول تلك الأسواق كان سوق علي ملاح وسط الجزائر العاصمة والذي تزامنت زيارتنا له مع عملية سرقة تمت في إحدى سهرات رمضان، بعد الإفراج عن مجموعة من المسبوقين قضائيا بحي مجاور للسوق واستهدفت متجرين، أحدهما لبيع اللحوم البيضاء والثاني محل لبيع المخللات والبقوليات المصبرة، حيث أكد الضحايا أن العملية تمت من قبل غرباء لكن بتواطؤ مسبوقين استفادوا من العفو الرئاسي الأخير، ليتدخل صاحب محل محاذٍ للمواد الغذائية، مؤكدا على أن الأمر له علاقة بالمساجين الذين أطلق سراحهم “كنا لاباس علينا ومنذ أفرج عن المساجين زادت السرقات..”. من جهة أخرى، أوضح حارس على مستوى موقف السيارات التابع لذات السوق، بأن اعتداءات كثيرة بالسلاح الأبيض حدثت على مستوى ممر الراجلين العلوي، الذي يربطهم بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، ضحاياها كلهم فتيات ونساء سلبت منهن هواتفهن النقالة أو حقائب اليد. نفس الوضع وقفنا عليه مع تذمّر ملحوظ لمسناه عند باعة سوق “ميسوني”، حيث أكدوا هم أيضا أن السوق يعرف حركة واسعة من أعمال النصب والسرقة، لكن ما زاد الطين بلة هو تفاقم الوضع بعد عملية العفو التي شملت عددا من المساجين، الذين لا يتوانون عن العودة للجريمة، لأن ما يوفّره لهم السجن من مأكل وراحة لا يجدونه خارجه، حسب أحد أصحاب طاولات بيع الخضر بالسوق، مضيفا “أحرى بالحكومة أن تبني لهم سجونا في الصحراء حتى يعرفوا المعنى الحقيقي للسجن، حينها فقط لن يجرؤوا على العودة للجريمة، أما السجون الحالية فهي مطاعم وفنادق فئة 5 نجوم”. وفي سوق بوزرينة في ساحة الشهداء لم تختلف شهادات المتسوقين والباعة على السواء حول الموضوع، معتبرين بأن ما يحدث من اعتداءات يذهب ضحيتها المارة باستهداف هواتفهم النقالة وحقائبهم اليدوية ومحافظ أوراقهم، وهو دليل على أن عمليات السرقة والنشل جرائم منظمة واستفحلت بساحة الشهداء والأحياء المجاورة لها منذ صدور العفو الرئاسي عن اللصوص بمناسبة عيد الاستقلال.