خلفت عمليات إرهابية في جبل الشعانبي على الحدود التونسيةالجزائرية، مقتل 21 جنديا تونسيا في أقل من شهر (شهر رمضان)، وهو مؤشر في نظر المتابعين على أن المنطقة الحدودية بين الجزائروتونس تشهد نشاطا إرهابيا متناميا من يوم لآخر. أسفر تبادل كثيف لإطلاق نار بين مجموعة إرهابية ودورية عسكرية كانت متواجدة بجهة غار الطين التابعة لمعتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف مساء أول أمس السبت، عن مقتل عنصرين من الجيش الوطنى وجرح 4 آخرين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد الامجد الحمامي إنه تم التدخل بالطائرات وتطويق المنطقة التي جرت فيها هذه العملية والتي تبعد 4 كم عن الحدود التونسيةالجزائرية. وحسب المتحدث، فإن العملية لا تزال متواصلة وتم نقل المصابين من الجنود إلى المستشفى الجهوي بالكاف. ولا يستبعد أن يكون هذا الاعتداء الارهابي بمنطقة ساقية سيدي يوسف التي اختلط فيها الدم الجزائريوالتونسي إبان الاستعمار الفرنسي، ردا على القمة الثنائية التونسيةالجزائرية التي عقدت الأسبوع الفارط بولاية تبسة بين الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره التونسي مهدي جمعة لبحث التنسيق الأمني بين البلدين وتنمية المناطق الحدودية. وقوع هذه العملية الإرهابية الجديدة بعد أقل من 10 أيام من حدوث أخرى مماثلة كانت وراء مقتل 14 جنديا تونسيا وجرح 20 آخرين بجبل الشعانبي، وإن كان يعكس ضعف تحكم الجهاز الأمني التونسي في المعركة ضد الإرهاب، غير أنه يؤشر حسب المتتبعين بوجود نشاط إرهابي كبير متنامٍ في الحدود الجزائريةالتونسية، خصوصا أنه يتغذى من حالة الانفلات الأمني وانتشار السلاح في الجارة الشرقية ليبيا التي تشهد اشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيات مسلحة منذ قرابة 3 سنوات. من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أول أمس أن عناصر الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب تمكنت من إيقاف المدعو سيف الدين الرايس الناطق باسم تنظيم ”أنصار الشريعة” المحظور. وصرح محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم الوزارة بأن ”عملية إيقاف الرايس تأتي على خلفية تورطه في شبكات تسفير مقاتلين في اتجاه سوريا والتحريض على نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام”. وقال ”إن عملية الإيقاف تمت بعد التنسيق مع وحدات مجابهة الإرهاب ومنطقة الأمن في القيروان (وسط تونس) وبعد استشارة النيابة العمومية”. يذكر أن تنظيم ”أنصار الشريعة” صنف منذ شهر أوت من العام الماضي ”تنظيما إرهابيا محظورا” في تونس.