بعد أن أصر الجيش الإسرائيلي على أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تقف وراء أسر أحد ضباطه، اعترف أمس أن الضابط ”هدار غولدن” أحد أقارب وزير الدفاع الإسرائيلي قتل، وهو ما يعطي مرة أخرى مصداقية لبيانات كتائب القسام التي نفت أسرها للضابط الإسرائيلي المفقود، فقدت الاتصال مع المجموعة التي كانت في المكان، ملمحة إلى أنه من المحتمل أن يكون الضابط الإسرائيلي قتل مع آسريه، وفق خطة حنيبعل. وذكرت مصادر إعلامية أن إسرائيل قتلت ثلاثة عساكر من جيشها فور أسر المقاومة لهم خلال هذا العدوان، وذلك وفق تدابير ”خطة حنبعل”، وسبق وأن اتهمت كتائب القسام في عدوان 2012 الجيش الإسرائيلي بقتل أحد جنودها مع المجموعة التي أسرته في قصف جوي، وليس مستبعدا أن يكون الضابط ”هدار غولدين” (والده ابن عم وزير الدفاع) لقي نفس المصير. وأوضح المعلق العسكري في صحيفة ”هآرتس” العبرية ”عاموس هرئيل” أن ”الجنود وبعد الكشف عن عملية الأسر لاحقوا عناصر المقاومة عبر النفق الذي دخلوا منه وانتهى إلى مسجد فارغ وعادوا بخفي حنين، وبعد ذلك تقرر تنفيذ ”تدبير حنبعل”. وتقضي خطة ”حنبعل” بمنع أسر أي جندي إسرائيلي على يد المقاومة بأي ثمن، وفي هذه الحالة يتم تفضيل قتله مع خاطفيه على وقوعه في الأسر. وحنبعل بطل قرطاجي (تونس) قام بفتوحات في جنوب أوروبا وسيطر على إسبانيا وفرنسا وعبر بجيشه جبال الألب وسيطر على شمال إيطاليا، وكادت الدولة الرومانية تسقط على يديه، خلال الحروب البونيقية، وليس واضحا لماذا اختارت إسرائيل اسم بطل من الوطن العربي لتسمية إحدى خططها الحربية، ولكن خطة حنبعل لإسقاط روما كانت مبتكرة وتدرس إلى اليوم في كبريات الأكاديميات العسكرية. وكان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن أسر الضابط، ”هدار غولدين” في رفح الجمعة الماضية، قام بتنفيذ ”تدابير حنبعل”، حسب شبكة القدس الإخبارية، فقام بقصف وتدمير كل المباني المحيطة، والسيارات التي تسافر في المنطقة بما فيها سيارات الإسعاف، والبيوت التي قد ينتهي إليها النفق، وأطلق قنابل دخانية داخل النفق الذي انسحب من خلاله الآسرون مع أسيرهم. وأسفرت عمليات القصف الوحشية لإحباط عملية الأسر المفترضة لجندي إسرائيلي واحد عن استشهاد 120 فلسطيني وإصابة المئات، ولم يتضح حينها إن كان الضابط الإسرائيلي قتل مع آسريه، أم أن إحدى فصائل المقاومة قامت بأسره، وتفضل التفاوض بشأن الإعلان عن أسره، ومصيره إن كان حيا أو ميتا، والتفاوض أيضا بشأن إطلاق سراحه. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، إن الجيش عثر على أغراض تخص الضابط المختطف ”هدار جولدن” داخل نفق قريب من مكان عملية الاختطاف. وذكر موقع ”0404” المقرب من الجيش الإسرائيلي إن الخاطفين نزعوا عن جسد الضابط بعض الأغراض التي قد تدلل على مكان تواجده من قبيل معدات التعقب. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضابط قتيل دون جثة، في حين تحدثت صحيفة معاريف العبرية عن دفن جثته أمس في المقبرة العسكرية بمدينته كفار سابا.