أكد المخرج السوري باسل الخطيب دعمه المطلق والثابت للرئيس السوري بشار الأسد. وقال مخرج مسلسل ”نزار قباني” وغيرها من الأعمال الدرامية الهامة، في حوار ل”الخبر”، إن موقفه يأتي من قناعة ”مواطن سوري حر، لا يحمل حسابات سياسية وإنما ينظر إلى المستقبل، رغم ما تعرض له من مضايقات وحجر للأفلام من طرف نظام الأسد”. أود أن أبدأ من حيث انتهت الأخبار، ما عنوان فيلمك الجديد الذي رفضت الكشف عنه سابقا؟ انتهيتُ، مؤخرا، من تصوير فيلم بعنوان ”الأم” وهو من واقع الأزمة السورية ويحكي الحقيقة، وحاليا أقوم بالتحضير لفيلم جديد انطلق بعنوان ”الجدار الأزرق”، من المفروض أن أبدأ التصوير الشهر القادم بمشاركة الممثل السوري القدير غسان مسعود، حيث أحاول فيه تحليل الأوضاع في سوريا من وجهة نظر جديدة. ماذا تقصد بوجهة نظر جديدة، هل ستؤيد المعارضة؟ لا على الإطلاق، أولا الخوض في الجدل السياسي شائك جدا، وقد أعلنت موقفي من الأزمة السورية منذ بدايتها، ولاأزال ثابتا على هذا الموقف الداعم للرئيس بشار الأسد وكل ما يقوم به. وقد أثبتت السنوات الثلاث للأزمة الحقيقة، حتى الذين كانوا من أشد معارضي الرئيس بشار الأسد غيّروا مواقفهم وباتوا يحلمون بالعودة إلى سوريا. وبالنسبة لفيلم ”الجدار الأزرق” سوف أتعاطى مع الأحداث من خلال قصص جديدة، وذلك على خلاف فيلم ”الأم”، حيث أسلط الضوء على مصير رجل سوري فقَدَ كل أفراد أسرته في الحرب، ويريد الانتقام من الذين تسببوا له في فقدان أعز ما يملك. هل تقيم في سوريا، وما الذي يؤلمك أكثر في الأزمة السورية؟ فقدت سوريا، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، أشياء كثيرة ولا أقصد المباني والخراب المادي، لأني أملك قناعة بأن كل ذلك يمكن إعادة بنائه، ولكن حزني الكبير على مستوى روح الإنسان السوري التي تستغرق وقتا طويلا جدا لترميمها، فالإنسان السوري وجد نفسه اليوم مقاطعا من طرف معظم دول العالم وينظر إليه اليوم إما كلاجئ أو إرهابي، وهذا أكثر شيء يحزنني، رغم كل الإسهامات التي قدمها السوريون للبشرية في الماضي والحاضر. وفي الوقت نفسه أستطيع أن أقول لك إن هناك نماذج قوية للإنسان السوري وهي تواجه حربا غير مسبوقة. هل عرضك إعلان دعمك الثابت للرئيس بشار الأسد لتهديدات بالقتل؟ كل إنسان يعيش في سوريا أو دمشق اليوم مهدد بالموت وهو يسير في الشارع، ففي أي لحظة من الممكن أن تسقط عليه قذيفة، وقد تلقيت وزوجتي تهديدات كثيرة بالقتل في سوريا سواء عبر الأنترنت أو التلفون، ورغم ذلك سأظل في سوريا مثلي مثل العشرين مليون مواطن سوري، ولن أسمح لإرهابي أو مجنون بأن يغير مسار حياتي. الإنتاج السينمائي والدرامي لم ينقطع رغم الأحداث المؤلمة ولكن تغيرت رؤيته؟ الذي يحدث في سوريا أثّر على كل شيء، سواء الحياة اليومية وحتى الفنية، فالنشاط الفني السوري تأثر بشكل كبير وقد كان تأثير الأحداث قاسيا جدا، حيث نجد صعوبة في تسويق أعمالنا، فالأعمال تنتج ولا توزع، لأن هناك حصارا على سوريا، وبالتأكيد اختيارنا للموضوع في سوريا تغير، حيث لا يمكن إنجاز عمل كوميدي في سوريا اليوم، في ظل الأحداث المؤلمة التي تعيشها البلاد. نحن نسلط الضوء على الواقع من خلال السينما، وهذا أمر مهم من وجهة نظري، فأي عمل فني يكتسب مشروعيته في النهاية من مدى مقاربته للواقع. ما الذي يدفعك إلى تأييد الرئيس بشار الأسد؟ لا أنتمي إلى أي حزب ولا أمارس السياسة في سوريا وكل من يعرفني عن قرب أو عمل معي في الدراما أو الأفلام يعلم جيدا بأني لا أجامل أحدا، وهذا الأمر أسير عليه دائما حتى بالنسبة لمسألة تأييدي للرئيس بشار الأسد الذي أعتبره صمام الأمن في سوريا، بعد أن تكالبت عليها ”العصابات المسلحة” و”الإرهاب”، أقول هذا الكلام وأنا من أكثر المخرجين السوريين الذين منعت له أفلام في وطنهم خلال فترة حكم بشار الأسد، كما تم توقيف العديد من أعمالي خلال التصوير، مع ذلك أفصل الأمور عن بعض. شخصيا لا أعتبر بشار الأسد الرئيس الوحيد القادر على الخروج بسوريا من الأزمة، وإنما أعتبره الإنسان الوحيد القادر على ذلك. فزتم السنة الماضية بجائزة وهران للفيلم العربي، فهل تستعدون للمشاركة في الدورة القادمة؟ لا أعرف أصلا إن كان مهرجان وهران للفيلم العربي سينظم هذا العام، لم نتلق أي أخبار أو دعوات تتحدث عن مهرجان وهران، رغم أننا على بعد أيام فقط من التاريخ الرسمي لعقد المهرجان. ما الذي توصلت إليه خلال لقائك مع الوزيرة؟ غلب على اللقاء الذي جمعنا مع وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، الطابع البروتوكولي والدبلوماسي، هي إنسانة فنانة وسينمائية وأعرفها من قبل منذ كانت تزور سوريا لتصوير أفلامها. تحدثنا عن الخطوط العريضة خصوصا أن السنة القادمة تحمل للجزائر مشروع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. شخصيا، أحمل مشروع فيلم عن حياة القائد الجزائري أحمد باي، وأطمح لتنفيذه بشكل متوازٍ مع التظاهرة. بشكل عام، هناك خامات جيدة في الجزائر ولكن بحاجة إلى فرصة لكي تظهر، ويمكن الحديث عن تجربة أمل بوشوشة التي استطاعت أن تظهر بشكل عربي بعد أول فرصة حصلت عليها، وأنا على يقين بأن هناك العشرات من ”أمل بوشوشة” في الجزائر.