عادت روائع المسرحي الكبير الراحل امحمد بن ڤطاف، من ”القافلة تسير”، ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، وغيرها من الأعمال الهامة التي سجلها بن ڤطاف في أرشيف المسرح الوطني، لتصنع افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان المسرح الوطني المحترف، وذلك بعد حوالي عام عن رحيل شيخ المسرحيين الجزائريين والمدير السابق للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي. كان افتتاح الدورة التاسعة للمسرح المحترف، أمس الأول، بالمسرح الوطني، خفيفا بسيطا، فحتى العرض المسرحي ”أضواء”، المستوحى من نصوص أمحمد بن ڤطاف، الذي قدّم خارج المنافسة للمخرج عبد الكريم بريبر وياسين زايدي، لم تتجاوز مدته الخمسين دقيقة، حولت ركح المسرح الوطني إلى فضاء تزهو به سينوغرافيا أعمال أمحمد بن ڤطاف، نقلت مقاطع من أعماله المختلفة ك”حسناء وحسانّ ”الذي يعتبر أول نص من تأليف أمحمد بن ڤطاف سنة 1975، الذي قدمه رفقة الفنان القدير سيد أحمد أڤومي الذي كان حاضرا يتنفس عطر صديقه الرحال. انعكست البساطة أيضا في كلمة وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، التي لم تحمل معها كثيرا من الأوراق، وإنما قررت الارتجال بكلمة عاطفية تنقلت بين تقديس المسرح، تحية روح امحمد بن ڤطاف، كما أكدت الوزيرة نادية لعبيدي على عزم وزارة الثقافة المضي قدما نحو فتح المزيد من مدارس التكوين في الفن والمسرح، وذلك على مستوى الوطن للخروج من المركزية ودعم جهود معهد فنون العرض ببرج الكيفان. وتحدث محافظ المهرجان محمد يحياوي، أمام جمهور غصت به مدرجات المسرح الوطني، عن أهمية إشراك جميع الفنانين دون إقصاء، وأكد على ضرورة الاهتمام بالمسارح الجهوية سيما في الجنوب الجزائري الكبير الذي خصه بالذكر في كلمه الافتتاح. وتتواصل فعاليات المهرجان إلى غاية التاسع من شهر سبتمبر الداخل، من خلال تقديم 17 فرقة مسرحية جهوية لعروض داخل المسابقة الرسمية، كما يحمل برنامج المهرجان يوما دراسيا تكريميا لمسيرة الفنان امحمد بن ڤطاف بعنوان ”مسيرة حافلة وتجربة”، ويقدم تحية خاصة لروح الصحفي محمد بوشموخة عبر البرنامج الأدبي الذي ينظم على هامش فعاليات المهرجان.