لم تتمكن أم مروة من ورڤلة من إجراء عملية جراحية لإنقاذها من العمى، بسبب ندرة دواء طلبه الطبيب قبل إجراء العملية الجراحية، هذا ليس حال أم مروة لوحدها التي جابت الجزائر طولا وعرضا دون أن تحصل على الدواء، حيث تتشابه حالتها مع عشرات الحالات. قال صيادلة من ورڤلة وغرداية إن أكثر من 30 نوعا ضروريا من الأدوية غير متوفرة في الجزائر، وكشف صيادلة من غرداية وتمنراست بأن بعض الأدوية الحساسة التي يحتاجها مرضى مزمنون ومصابون بأمراض القلب والسرطان باتت ناقصة أو غير متوفرة بالمرّة، بالإضافة إلى أدوية أمراض أطفال وحديثي الولادة. وتعاني بعض المناطق منها بلديات بولايتي تمنراست وإليزي منذ عدة أشهر، أزمة دواء مضاعفة تفاقمت مع بداية الصيف، فبعض الأدوية التي يزداد الطلب عليها في الصيف باتت غير متوفرة، بالإضافة إلى النقص التام المسجل في أدوية الأمراض العصبية وبعض الأمراض المزمنة. وكشف منتخبون وعائلات مرضى من ولاية تمنراست، بأن مرضى السرطان يموتون في صمت بعد نقص في بعض الأدوية، ما أسفر عن تفاقم حالة المرضى دون أمل في حل ”أزمة الدواء المتواصلة منذ أكثر من شهر”، وبلغ الأمر حد نقص أنواع من حليب الأطفال الطبي وبعض أدوية الأطفال الرضع، وأخرى ذات استهلاك واسع في مناطق عين ڤزام وبرج باجي المختار الحدودية. ويتنقل الناس في هذه المناطق إلى عاصمة الولاية تمنراست على مسافة تتعدى 600 كلم لاقتناء علبة دواء، وفي بعض الحالات يصبح الحصول على الدواء الموجود على مسافة مئات الأميال مسألة حياة أو موت، لكن الحصول على العلاج يتطلب قضاء يوم كامل في التنقل إلى عاصمة الولاية . والحل الوحيد المتاح أمام المرضى أو أقاربهم، هو توصية أصحاب الشاحنات أو الحافلات التي تتنقل إلى مدن تمنراست وإليزي وأدرار، لجلب الدواء الذي ينقل إلى المريض في ظروف غير صحية، وبالتبعية باتت بطاقات العلاج المجاني الخاصة بأصحاب الأمراض المزمنة عديمة الجدوى لاستحالة صرف وصفات الأطباء من صيدليات خارج البلدية والولاية محل إقامة المريض، ويحدث هذا، كما يقول معنيون من بلدية عين ڤزام، لأشخاص فقراء جدا لا يجدون حتى ثمن الدواء، ناهيك عن ثمن التنقل. وكشف طبيب من المصالح الصحة العمومية بمدينة جانت عبر الهاتف، يقول إن أدوية ضغط الدم التي يزداد الطلب عليها في الجهة والسكري وأمراض النساء غير متوفرة بالصيدليتين الموجودتين بمدينة جانت، التي تبعد عن العاصمة ب2500 كلم، ويجب لصرف بعض وصفات الأطباء التنقل إلى عاصمة الولاية إليزي على مسافة تفوق 500 كلم.