توسعت على مستوى صيدليات ولاية وهران وما جاورها قائمة الأدوية المفقودة لتشمل عديد »الماركات« الحساسة والمهمة والمرتبطة بشكل كبير بواقع المرضى المزمنين حيث بات الظفر بدواء معيّن بالنسبة لهم أمرا شبه مستحيل ، وقد دخلت هذه الندرة الحادة شهرها الثالث... وإستنادا لمصادر »صيدلية« يقدر حاليا عدد الأدوية المفقودة على مستوى جل صيدليات الولاية وضواحيها ب 230 دواء متنوع منها أدوية خاصة بأمراض التوليد على غرار »ميكروفال« وهي الحبوب المانعة للحمل والتي تتميز بطلب كبير عليها من أوساط حديثي الزواج حيث تتميز هذه »الماركة« عن غيرها من الماركات »الجنسية« بالحفاظ على الرضاعة الطبيعية في نفس الوقت مع منع إمكانية الحمل مجدّدا وهو الأمر الذي تعكف الأوساط الصحية على تشجيعه وتوسيع رقعته حيث تعتبر الرضاعة الطبيعية من العوامل المساعدة على نمو الطفل بصيغته الطبيعية ناهيك عن تمتعه بصحة جيّدة جرّاء توفر »حليب الأم« على عناصر غذائية طبيعية لا تتوفر عليها المنتجات الصناعية. غياب تام لأدوية الإجهاض وفي ذات السياق لوحظ مؤخرا غياب تام لأدوية »الإجهاض« ومعالجة آلامه ومضاعفاته على غرار دواء »ميديرجون« الذي يعد أساسيا لمعالجة تأثيرات الإجهاض إلا أن الأمر مختلف هذه المرة حيث إتخذ قرار منع بيعه على مستوى الصيدليات من جهات عليا بسبب إحتمال إستخدامه في نشاطات الإجهاض غير الشرعية حيث غالبا ما تكشف مصالح الأمن المختلفة عن شبكات إجهاض تستخدم أدوية تقتنيها من الصيدليات العامة بوصفات مزوّرة أو مقلدة مما جعل القائمين على توزيع هذه الأدوية الحساسة يتحدّون قرار منع توزيعه بإستثناء الصيدليات المركزية للمستشفيات التي يتم تزويدها به من حين لآخر. وقد كان الدواء السالف الذكر يكلف مبلغا بسيطا يتراوح ما بين 200دج و250 دج إلا أن ندرته الحالية جعلت أسعاره تتخطى سقف 20.000 دج حسب مصادر مؤكدة نتيجة الطلب المتزايد على هذه الأدوية المستخدمة (في ستر الفضائح) والممنوعة تداولها بدون وصفة قانونية لحماية الحق في الحياة الذي تغتصبه بعض الأوساط الطبية اللا أخلاقية. مرضى السرطان في ورطة وتنضم أدوية مرض السرطان خاصة منها الأدوية المخففة للألم المصاحب للأورام للقائمة الطويلة للأدوية المفقودة منذ مدة حيث تنعدم »تامجيزيك« وهو الدواء المخفف لآلام مرض الأورام المختلفة حيث تتوفر حاليا أدوية جنيسة لا تفي بالغرض كما لا تؤدي في غالب الأحيان بالمنفعة المرجوة منها وهو الأمر الذي يزيد من معاناة هؤلاء المرضى الذين يتكبّدون مشقة السعي وراء هذه الأدوية بالإضافة لمعاناتهم مع مرضهم المستعصى أصلا. ويعاني مرضى »إرتفاع ضغط الدم« من إنعدام دواء أساسي يدعى »مونو تيلديام« هم بدورهم حيث يعد هذا الدواء من الأدوية الأساسية لهذا المرض المزمن إلا أن ندرته على مستوى الصيدليات زادت من حدّة الطلب عليه حيث أصبح منعدما كليا حاليا حيث تتوفر أدوية مكافئة له إلا أنها لا تضمن نفس الفعالية المرجوة منه. وينضم مرضى »السكري« لقائمة المرضى الذين يعانون من ندرة وفقدان بعض الأدوية الأساسية على غرار »حبوب ميكستار« المفقودة حاليا وهي بمثابة الأنسولين لبعض أنواع السكري المنخفض الدرجة حيث يلجأون مضطرين لتناول بعض الأقراص الأخرى المتوفرة لضمان مستوى مقبول لنسبة السكر في الدّم. المهدئات في خبر كان! ولم تستثن الندرة المسجلة بعض الأدوية المهدئة والمستخدمة للمرضى عقليا حيث تفتقد الصيدليات لدواء »آنافيرانيل« المهدئ والذي يصفه الأطباء المختصون لعائلات المرضى عقليا قصد تهدئة المرض للحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه خصوصا وأن المرضى من هذا النوع معروفين بالنرفزة والخروج عن السيطرة في حالة إنعدام هذه المهدئات ، مما يزيد ويفاقم معاناة هذه العائلات أو حتى المراكز المتخصصة في التكفل بالمرضى عقليا حيث يستلزمها التعامل بأدوية مكافئة قد لا تؤثر إطلاقا في المريض مما يشكل خطرا محدثا بالطواقم الطبية والنفسانية المضطلعة بمهمة التكفل بهؤلاء المرضى على مستوى عدة مراكز متنوعة عبر الولاية. وتطول قائمة الأدوية المفقودة لتشمل أدوية أخرى لا سيما »المقام« للتطرق إليها إلا أن المؤكد أنها تبقى ندرتها مؤثرة ومساهمة في تفاقم أوضاع مختلف المرضى المزمنين مما يستدعي التساؤل عن سرّ هذه الندرة المسجلة في مجال حساس كقطاع الصحة والذي كان من الأجدر أن لا تشوبه شائبة نظرا لأهميته القصوى وإرتباطه الوثيق بيوميات المواطن البسيط الذي يبقى الضحية رقم واحد لتقلبات وإضطرابات التموين بمختلف المواد واللوازم الصحية ضف إلى ذلك إنعدام التغطية الإجتماعية للعديد من المرضى غير »المؤمّنين« الذين يضطرون لشراء هذه الأدوية بإمكانياتهم الخاصة، وقد أرجعت مصادر من المديرية السبب إلى رفض بعض المتعاملين جلب هذه الأدوية إما لإرتفاع ثمنها أو حتى وجود بعض المضاربين الذين يتلاعبون بالسوق ويتحكمون فيها.