قالت الدكتورة أسماء عبدالفتاح، الباحثة المتخصصة في الشؤون الأمريكية، إن مصر تربطها بالولاياتالمتحدةالأمريكية اتفاقيات وبروتوكولات تعاون مشتركة ومن أبرزها اتفاقية كامب ديفيد. وأضافت الباحثة، في تصرحيات خاصة ل"الوطن"، أن هناك احتمالات كبيرة أن تكون هناك لقاءات ومباحثات بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أو الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذاته، خلال زيارته للولايات المتحدةالأمريكية لحضور جلسة الأممالمتحدة.
وتابعت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تفتعل مشاكل مع مصر في المستقبل القريب لأن هناك الكثير من المصالح المشتركة بينهما، ومن يتخيَّل أن اتجاه الرئيس السيسي إلى روسيا سيجعله يقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة فهو خاطئ.
"مترددة".. بهذه الكلمة وصف المحلل الإسرائيلي تسيبي بارئيل، علاقة واشنطنبالقاهرة في السنة الأخيرة بعد الإطاحة بنظام الإخوان، مستشهدًا بعدم اعتراف الولاياتالمتحدة بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والانتخابات الرئاسية السابقة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بزيارة القاهرة، لتهنئة السيسي على نجاحه في الانتخابات الرئاسية.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى "العقاب المصري لواشنطن"، الذي تمثل في رفض السيسي زيارة أمريكا طول الفترة الماضية، رغم توجيه الدعوة له العديد من المرات ولكنه لم يذهب، لافتًا إلى توجه مصر نحو الشرق عندما فضل الرئيس زيارة روسيا، مشيرًا إلى صفقة السلاح التي ستوفر موسكو من خلالها للقاهرة أنظمة دفاعية متطورة وطائرات "ميج 29" وطائرات هليكوبتر من طراز "mi-35"، فضلًا عن أسلحة مضادة للسفن، قائلًا: "لم تكن زيارة مجاملة"، ولكنه عاد ليقول: "لم يأتِ الوقت لتحديد ما إذا كانت مصر غيَّرت وجهتها إلى الشرق لأن علاقتها بواشنطن لم تنتهِ بعد، من منطلق أن الولاياتالمتحدة لا تزال ظهر القاهرة التي تستند عليه في مؤسسات الدعم الدولية كالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي".
فيما قال الدكتور جهاد عودة، خبير السياسة الدولية، إن العلاقات المصرية الأمريكية متوترة مذ زمن بعيد، ولكن هناك فروقات كبيرة بين توتر العلاقات أو أزمة قد شابت البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الأمريكية مع مصر علاقة إستراتيجية بحتة في المنظور الأمريكي، مؤكدًا تماسك العلاقات بين الدولتين رغم نشوب بينها بعض التوترات عام 2005، مضيفًا أن العلاقات المصرية الروسية جديدة وناشئة حديثًا، ولم نعلم حتى الآن ماذا سيحدث فيها.
وحول استضافة الولاياتالمتحدةالأمريكية للوفد المصري خلال القمة الأمريكية- الإفريقية، والتي انعقدت في واشنطن، أوضح "عودة" أن ذهاب رئيس الوزراء إبراهيم محلب بدلًا من الرئيس السيسي لأن دعوة الزيارة جاءت إلى مقر الرئاسة متأخرة، ومتجاوزة للعرف الدبلوماسي، وهو ما أدى بدوره إلى عدم إمكانية ذهاب السيسي، ولكنه أرسل مَن ينوب عنه.
وأكد عودة أن الصفقة الأمريكية مع مصر، المعنية بطائرات "الأباتشي"، كانت متوقفة بسبب مشكلات سياسية وأمنية عدة، حيث إن من طلبها أحد الوزراء في عهد حكومة الإخوان، وبعد تماثل الأوضاع للهدوء، وافقت الحكومة الأمريكية على إعطاء مصر تلك الطائرات.
أما عن المناورات العسكرية الأمريكية التي تحدث في المنطقة، أشار عودة إلى أن وضع الشرق الأوسط أصبح مختلفًا، لوجود دول "تنهار"، والمناورات تحدث مع دول ذات قدرة، مؤكدًا عدم وجود دول مستقرة في الشرق الأوسط، الآن.
وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قررت إطلاق صفقة "الأباتشي" لمصر وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان صادر عنها، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، اعتزام الولاياتالمتحدة المضي قدمًا نحو إرسال طائرات الأباتشي إلى مصر.
وأضاف البيان، أن كيري أكد للوزير شكري أن الولاياتالمتحدة تؤمن بأن طائرات الأباتشي هي وسيلة هامة في دعم الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لمكافحة الإرهاب، وناقش كيري، خلال الاتصال الهاتفي مع شكري، الجهود المصرية الحالية لمواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة، خاصة في سيناء.
وأكد كيري دعم واشنطن للدور الذي لعبته مصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل.