قالت الرئاسة المصرية، اليوم الاثنين، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن واشنطن ستسلم طائرات الأباتشي للقاهرة الشهر المقبل. جاء ذلك خلال استقبال السيسي لكيري، بمقر الرئاسة المصرية، شرقي العاصمة، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري، بحسب بيان للرئاسة المصرية. ووفق البيان، قال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن “اللقاء تناول عدداً من الموضوعات التي تتعلق بالعلاقات الثنائية والتطورات السياسية في مصر، حيث أكد الوزير كيري على دعم بلاده للإصلاحات الجارية في مصر، لا سيما جهود التحول الاقتصادي، موضحاً أنه سيتم توريد طائرات الأباتشي إلى مصر خلال الشهر المقبل”. وبحسب يوسف، أشار كيري إلى “اعتزام وفد من المستثمرين زيارة مصر في شهر نوفمبر/تشرين ثاني المقبل للوقوف على الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر”. يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أمريكي أو مصري، عن موعد محدد لتسليم طائرات الأباتشي لمصر. وكان قائد القوات الجوية المصرية، الفريق يونس المصري، قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية في وقت سابق اليوم، إن بلاده ستتسلم صفقة مروحيات “الأباتشي” من الجانب الأمريكي قريبا، دون أن يحدد موعدا زمنيا للتسليم. كما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية في 29 أغسطس/ آب الماضي تنفيذ صفقة مروحيات “الأباتشي” الأمريكية مع القاهرة لتمكين الجيش المصري من التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء (شمال شرق)، دون بيان موعد محدد لتسليمها. يذكر أنه منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، شهدت العلاقات بين واشنطنوالقاهرة توترا على فترات متقطعة، كان أبرزها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت الإدارة الأمريكية تعليق جزء من المساعدات العسكرية السنوية لمصر، بينها 10 طائرات من طراز أباتشي، لحين “اتخاذ مصر خطوات على طريق الديموقراطية”. غير أن واشنطن، رفعت في أبريل/ نيسان الماضي، الحظر عن تسليم طائرات الأباتشي لمصر، لدعم عمليات “مكافحة الإرهاب” في شبه جزيرة سيناء، على الحدود مع إسرائيل. وتقدم واشنطن، لمصر، نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية (بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية) منذ توقيع القاهرة معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979. وفي سياق آخر، لفت المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أن “وزير الخارجية الأمريكي أشاد بدور مصر الفاعل في تنظيم وإنجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة”، وفق البيان. من جانبه، أكد السيسي، بحسب البيان، على “أهمية التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية لوضع حد للمواجهات المتكررة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار والحفاظ على جهود إعادة الإعمار، فضلاً عن القضاء على أحد أهم المسببات التي تتخذها الجماعات المتطرفة كذرائع لتبرير أعمالها الإرهابية”. وعقد أمس الأحد في القاهرة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت 51 يومًا، ودمرت آلاف المنازل والمباني، إضافة إلى البنية التحتية، وتعهد المانحون خلال المؤتمر بدفع 5.4 مليار دولار نصفها لإعمار غزة.