يواجه أمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، مشاكل جديدة في تسيير الحزب، تراكمت خلال فترة غيابه عن الحزب خلال الأسابيع الأخيرة، في مقدمتها الفصل في مصير سلفه عبد العزيز بلخادم، ورفض فاعلين في الحزب عملية إعادة هيكلة بعض المحافظات التي تمت هذا الصيف والتي خلَفت تذمرا في العديد من القواعد النضالية. ولم يتحدد بعد موعد اجتماع المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، الذي كان مرتقبا الأسبوع الماضي، بسبب تأخر سعداني في العودة من فرنسا، لكن أعضاء في المكتب قالوا إن اللقاء سيكون في الأسبوع المقبل بعد استئناف الأمين العام مهامه. وسيخصص الاجتماع، حسب مصادر حزبية تحدثت ل”الخبر”، للفصل في تركيبة وعدد اللجان الفرعية المكلفة بالإعداد للمؤتمر العادي، المقرر في الثلاثي المقبل، إلى جانب احتمال إخطار لجنة الانضباط بملف الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم تحسبا لتجميد عضويته في اللجنة المركزية، وإبعاده تلقائيا من المشاركة في الإعداد للمؤتمر المقبل للحزب، تطبيقا لتعليمات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 27 أوت الماضي. وقد انتقد بلخادم الرئيس بسبب التعليمات التي أعطاها للحزب لمحو آثاره، وقال لصحافيين: “لا أحد بمقدوره أن ينزع عني صفة النضال في الأفالان”. وينتظر أعضاء المكتب السياسي وإطارات الحزب من سعداني تفسيرات لقرار إقصاء بلخادم من كل المسؤوليات الحكومية والحزبية، في ظل الغموض الذي يحيط بالقرار، وصمت الرئاسة والمعني بهذا الخصوص. وفي هذا الصد، ذكرت مصادر من لجنة الانضباط بالحزب، أن اللجنة أصبحت فاقدة الصلاحية، بعد “سطو” المكتب السياسي على صلاحياتها وتوظيفها لتبرير إقصاء القياديين الثمانية، المعارضين لسعداني، من المشاركة في اجتماع اللجنة المركزية الأخير، رغم كونها لم تصدر أي قرار أو توصية في حقهم. ومن غير المستبعد، مع ذلك، أن يقاوم أعضاء لجنة الانضباط، الذين عينهم بلخادم شخصيا، قرار الرئاسة بتصفية أمينهم العام السابق سياسيا حتى لا يفهم أن أي قرار منها بأنه تمرد على فخامته. ويدعو تيار في الأفالان إلى تغييرات جوهرية في الحزب، تتضمن إبعاد كل الأطراف عن الوضعية التي بلغها حاليا، بمن فيهم فريق القيادة الحالية. وأفادت نفس المصادر بأن المكتب السياسي سيقيم في اجتماعه المرتقب حصيلة إعادة الهيكلة التي جرت الصيف الحالي، وتسببت في ظهور انشقاقات جديدة ونقمة عارمة على حلفاء الأمين العام الحالي، تجلت في انتقادات وجهها عبد الكريم عبادة قبل أيام لأعضاء المكتب السياسي، في ظل غياب سعداني. وتورد مصادر في الحزب أن استحداث محافظات جديدة لا يلقى قبولا في صفوف المكتب السياسي نفسه، ومن قيادات في الحزب وفرت الدعم لعمار سعداني في الدورة الأخيرة للجنة المركزية.