قالت مصادر مطلعة، أن أعضاء في المكتب السياسي للأفالان، راسلوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصفته رئيسا للحزب، منذ شهر، لمعرفة من يريده أمينا عاما، لكنه لم يرد عليها. وتزامنت هذه التطورات، مع اجتماع عقده قياديون بارزون في جبهة التحرير الوطني بداية الأسبوع، اجتماعا لبحث اختيار خليفة للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذي خسر معركة «الثقة» مع خصومه فانسحب من القيادة نهاية جانفي الماضي. وقاد الاجتماع عبد القادر حجار، سفير الجزائر الحالي لدى تونس، والقيادي النافذ في الحزب، وحضره الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان، محمود خوذري، ووزير الصحة عبد العزيز زياري، وأعضاء من «اللجنة المركزية» وجرى الاجتماع بفيلا في أعالي العاصمة، وهي المكان المفضل لقطاع من قياديي الأفالان لترتيب الخطوات المهمة التي تخص الحزب. وقالت مصادر مطلعة على مجريات الاجتماع، إن حجار عاد إلى البلاد على وجه السرعة بناء على طلب عاجل من قياديين قريبين منه، «استنجدوا» بقوة نفوذه في الحزب لوقف التأييد الذي يكبر مع الوقت لصالح عمار سعداني، عضو اللجنة المركزية، ونقل عن خوذري قوله في الاجتماع "لو تركنا المجال لسعداني كي يصل إلى منصب الأمين العام، هذا يعني أن كل المجهود الذي بذلناه للإطاحة ببلخادم ذهب أدراج الرياح" وأفادت المصادر بأن مخاوف خوذري وزياري من وصول سعداني إلى القيادة، تعود إلى التأييد الذي يحظى به من بلخادم والموالين له في اللجنة المركزية للجبهة. وإذا ما ترشح لخلافته فسيحصل على عدد كبير من الأصوات التي عادت إلى بلخادم في انتخاب «الثقة» الذي نظم قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وهزم بلخادم في تلك الانتخابات المثيرة بفارق أربعة أصوات فقط، ومن المرتقب أن يستفيد سعداني من هذه الأصوات في الاقتراع المرتقب لاختيار أمين عام جديد. وصرح بلخادم في وقت سابق بأن قوانين الحزب الداخلية لا تمنعه من الترشح مجددا، ولكن لما تأكد أنه لن يكون مقبولا لدى خصومه فضل دعم سعداني.