تعيش عائلة فرعون ببلدية حجاج بولاية مستغانم حالة من الحزن والقلق بسبب اختفاء ابنها كمال 39سنة، أستاذ التربية البدنية في ظروف غامضة بالمملكة العربية السعودية، أين كان يؤدي عمرة رفقه صهره وزوجته منذ ثلاثة أشهر. ناشدت عائلة فرعون وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة للعثور على المدعو فرعون كمال الذي فقد نهاية شهر رمضان المنصرم بعد هروبه من مستشفى الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية للأمراض العقلية والعصبية حسب رواية إدارة المستشفى، محملين المسؤولية كاملة لإدارة المستشفى التي تهاونت، حسب تعبيرهم، في حماية المريض، ورفضها منحهم شهادة تثبت دخول المريض للمستشفى وهروبه منه. من المستشفى إلى المجهول تعود وقائع الحدث، حسب السيد عفيف، أخ المفقود، إلى شهر رمضان الماضي عندما قرر كمال تأدية العمرة في هذا الشهر الكريم بعد أربع سنوات كان يفكر في زيارة البقاع المقدسة رغم أنه مصاب بمرض عصبي منذ 7 سنوات لا تظهر أعراضه بسبب تناوله المهدئات, ومن سوء حظه أن عمرة نصف رمضان تكلف27 مليون سنتيم، لكن تصميمه للزيارة جعله يدفع المبلغ ويسافر للبقاع المقدسة رفقة أخته وزوجها أملا أن يشفيه الله من مرضه العصبي. وحسب رواية أخت المفقود التي رافقته في هذه الرحلة، كان كمال في الأسبوع الأول من الزيارة شعلة من النشاط كونه أستاذ الرياضة إلى درجة أنه ساعد الكثير من المفقودين في العثور على أهلهم، لكن في الأسبوع الثاني من الزيارة بدأت تظهر عليه أعراض الاضطراب والقلق والنقد الدائم للدليل الذي كلّفته وكالة السياحة لمرافقتنا. وأمام ازدياد عصبية المفقود، اتصل الدليل بالدفاع المدني السعودي، هذه الأخيرة استعانت بقوات الشرطة التي قامت باقتياد كمال مقيّد اليدين إلى مستشفى الملك عبد العزيز للأمراض العقلية الذي يبعد عن مكة ب 12 كلم، وقد حضرنا رفقة ممثل وكالة السياحة إجراءات دخوله المستشفى، منها خضوعه لفحص من طبيبة المستشفى التي رفضت أن يتناول الأدوية التي اشتراها من الجزائر, واعتبرتها خطرا على حياته. وأضافت أخت المفقود “بعد أن اطمأنينا على وجوده في المستشفى، عدنا إليه يوم السبت للإطلاع على صحته، ففاجأنا أعوان المستشفى أن المريض هرب من المستشفى يوم الجمعة صباحا، حاولنا الاتصال بمدير المستشفى أو نائبه لكن دون جدوى. وأضافت محدثتنا بأن صاحب الوكالة أكد للعائلة اتصاله بالقنصلية الجزائرية في مكة والسفارة الجزائرية بجدة، دون أن تتخذ الإجراءات اللازمة. متوسطة دهار في حزن خيّم جو من الحزن على الدخول المدرسي يوم أمس بمتوسطة دهان بن شريف بحجاج، أين كان كمال يدرّس بها منذ 13 سنة. وحسب أصدقاء وزملاء كمال، فإن هذا الأخير يعدّ أحد المعلمين المتميّزين، ويحظى بمحبة كبيرة من زملائه المعلمين والطلاب، كمال عرف بخصاله الحميدة ويكنّ لتلاميذته حبا شديدا، حيث يروي أنه كان شغوفا بالرياضة ويشجع تلاميذته على ممارستها ولا زالوا يروون قصص تضحياته بماله ووقته لراحة تلاميذته، حيث ذكر لنا أنه كان يشتري الكرات والبدلات الرياضية للتلاميذ، ويدفع من ماله الخاص حقوق نقل الفرق المدرسية عندما تقام بطولات ولائية. “رؤية” والدة كمال أجّلت عائلة فرعون الاحتفال بدخول الابن محمد الأمين للمدرسة لأول مرة، وهي المناسبة التي كانت تنتظرها بشغف كبير. ففقدان الوالد ومصيره الغامض عكّر صفو العائلة، إلى درجة أن الابن محمد رفض الذهاب الى المدرسة إلا برفقة والده كما وعده ذات يوم. أما أمه التي يناهز عمرها 80 سنة تعيش حالة نفسية صعبة بسبب تضاؤل الأمل في العثور على ابنها. وروت لنا رؤية زادت من قلقها، مفادها أنها ذهبت إلى مكةالمكرمة وعثرت على ابنها الذي قال لها حسب الرؤية “أماه لا تقلقي عليّ إنني في باب الحسنات والمفتاح في يدي”. وأضافت الحاجة دهار أنها عازمة على الذهاب إلى مطار السانيا بوهران قصد لقاء أفواج الحجاج المتوجهين للبقاع المقدسة وتسليمهم صور ابنها لعلهم يجدونه هناك.