كشف مصدر مسؤول ل”الخبر” بأن الوزير تهمي سيطلب تفسيرات من روراوة بخصوص تفضيل أعضاء المكتب التنفيذي ل«الكاف” الملف الكاميروني على نظيره الجزائري، مبديا (الوزير) عدم قناعته تماما برواية تأثر الملف الجزائري بقضية مقتل المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي في 23 أوت الماضي بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، خاصة إذا علمنا بأن الهاجس الأمني يبقى مطروحا أكثر لدى بلد رئيس الكاف الحائز على تنظيم دورة 2019، حيث يشكّل تواجد جماعة بوكو حرام الإرهابية على الحدود الشمالية للكاميرون تهديدا واضحا، في وقت أن انتشار وباء الإيبولا في إفريقيا الغربية يهدد أيضا تنظيم كوت ديفوار لنسخة 2021 في بلد خرج مؤخرا من حرب أهلية طاحنة أثرت بشكل كبير على بنيته التحتية، بما في ذلك المرافق الرياضية، وهو الحال نفسه الذي تعرفه دولة غينيا التي حازت على تنظيم دورة 2023 والتي تعتبر بؤرة أساسية لانتشار وباء إيبولا القاتل. وكان عيسى حياتو قد أعلن خلال ندوة صحفية تلت الإعلان عن هوية البلدان المستضيفة لدورات 2019 و2021 و2023، بأن معايير العنف في الملاعب ووباء إيبولا وتزوير سن اللاعبين كانت المعايير الأساسية التي تم على أساسها اختيار الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا، وهو ما بدا غير منطقي قياسا بالمعطيات المذكورة. وحسب مصدر “الخبر”، فإن الملف الجزائري يكون ذهب ضحية توتر العلاقة مؤخرا بين رئيس الكاف عيسى حياتو ورئيس الفاف محمد روراوة، بعد أن بلغ الأول نوايا الثاني في خلافته، ليرد حياتو بحرمان الجزائر من احتضان الدورات المعنية، ويتبعها بقرار معاقبة وفاق سطيف باللعب دون جمهور في لقاء الذهاب من الدور نصف النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، وقرار حرمان شبيبة القبائل لموسمين من المشاركة في المنافسات القارية، ليسارع روراوة للاتصال بالوزير تهمي ويبلغه بأنه لا فائدة ترجى من تنقله لأديس بابا للدفاع عن الملف الجزائري، بعد أن “حسم” حياتو خيارات المكتب التنفيذي مسبقا وأبعد الجزائر عن السباق. وأثار تصريح حياتو خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الإعلان عن البلدان المستضيفة للدورات الثلاث، جدلا كبيرا، وتركت الانطباع بأن الجزائر ستواجه المصير نفسه بشأن دورة 2017، كون حياتو ربط خيار المكتب التنفيذي بثلاثة عوامل “هي داء الإيبولا والغش في سن اللاّعبين والعنف في الملاعب”، قبل الإعلان عن استحداث جائزة الروح الرياضية تحمل اسم ألبير إيبوسي، حيث أن المعيار الثالث واستحداث جائزة تحمل اسم اللاّعب الذي توفي في الملاعب الجزائرية، يمكن أن يكون موقفا صريحا من “الكاف” على أنها لن تغفر للجزائر ما حدث لمواطن رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وكان روراوة قد اعترف ضمنيا بتوتر علاقته برئيس الكاف، عندما كشف في منتدى منظمة الصحفيين الرياضيين الجزائريين بأن تناول الإعلام الجزائري لمسألة خلافته لحياتو سبّب له مشاكل كبيرة، محاولا تلطيف العلاقة بينهما من خلال التأكيد على أنه لن يقدم ترشحه مادام الكاميروني راغبا في البقاء بمنصبه. وبات تطلع الجزائر لتعويض إخفاقها في احتضان دورات 2019 و2021، رغم الإمكانات البشرية والمادية واللوجستيكية التي تحوزها في مهب الريح، في ظل موقف رئيس الكاف وفي ظل المنافسة الكبيرة من عدة بلدان أعلنت رغبتها في خلافة ليبيا، وهي مصر وغانا وزامبيا وكينيا وإثيوبيا وتنزانيا وموزنبيق، وأخيرا زيمبابوي. علما بأنه سيتم الإعلان عن اسم البلد الذي ينظم كأس إفريقيا 2017 في المغرب على هامش اجتماع أعضاء المكتب التنفيذي الذي يسبق انطلاق نهائيات كأس إفريقيا، التي تحتضنها المغرب بين 17 جانفي و7 فيفري المقبل، على أن يكون آخر أجل لدفع ملفات الترشح يوم 30 سبتمبر الجاري.