ترمي الجزائر بكل ثقلها لرصد دعم أعضاء المكتب التنفيذي للكونفيدرالية الإفريقية، لتفادي انتكاسة جديدة، بعد صدمة خسارة رهان الفوز بتنظيم إحدى دورتي 2019 2021، وهو ما يجعلها تحت ضغط كبير، في ضوء اقتراب انتهاء آجال إيداع ملفات الترشح على مستوى الأمانة العامة للهيئة القارية. وتبدو أثيوبيا البلد الوحيد القادر على منافسة الجزائر على انتزاع شرف تنظيم دورة 2017، برغم أن إثيوبيا استضافت الدورة ثلاث مرات، أعوام 1962 و1968 و1976، فيما نظمت الجزائر كأس إفريقيا مرة واحدة عام 1990. وقالت تقارير صحفية إن ملف ترشح إثيوبيا يحظى بدعم سياسي قوي في إثيوبيا، برغم أن المرافق في إثيوبيا لا ترقى إلى مستوى المرافق التي تتوفر عليها الجزائر، لكن يبدو أن مقتل لاعب شبيبة القبائل، إيبوسي، ما يزال يطارد الوفد الجزائري، الذي سيجد نفسه مجددا في مواجهة خاصة لإبعاد تأثيرات الفاجعة عن ميولات أصحاب القرار في الكاف. وبدأ ممثلو الكرة الجزائرية، يشعرون بالارتباك والإحراج معا، مع اقتراب الإعلان عن القائمة الرسمية للبلدان المرشحة لاحتضان الدورة، فيما يرجح دخول بلدان أخرى لم تبد اهتمامها بالحدث، حتى الآن، سباق الترشح لاستخلاف ليبيا، رغم أن رئيس الفاف، محمد روراوة، يتابع الملف من العاصمة السويسرية، زوريخ. وقالت مصادر أن مسؤولي الفاف، يخشون قيام الكاف بمنح التنظيم إلى إثيوبيا التي تعد الإنجليزية، اللغة الرسمية الأولى فيها، بعدما رخصت لكل من الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا، وهي بلدان فرانكوفونية، تنظيم دورات 2019 و2021 و2023. وبدت الكاف أنها لا تريد التعامل بشفافية كبيرة مع ملف دورة 2017، وفتحت الباب لكل التأويلات بخصوص نظافة عملية التصويت، لتعيين صاحب الحظ في تنظيم الدورة، في ضوء إحجام مسؤولي الكاف عن التعامل باحترافية مع الملف، ما فتح الباب لطرح استفسار عما إذا كانت الهيئة القارية تستعد لإجراء تسوية بعيدة عن الأنظار تقصي الجزائر من تنظيم دورة 2017، خاصة في ضوء الحديث عن إمكانية منح تنظيم الدورة لبلد يتحدث الانجليزية، ما دام أن الدورات الثلاث الموالية تعد الفرنسية اللغة الرسمية فيها، ويتعلق الأمر بكل من الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا. وتغذي السرية جدلا واسعا في البلدان التي أبدت اهتمامها بتنظيم دورة 2017، برغم أن الكواليس تعد عنصرا لا يمكن تجاهل دوره في أي سباق يتعلق بالترشح لتنظيم دورة في كأس أمم إفريقيا، مثلما هو الحال بالنسبة لأي عملية انتخابية تعني الأعضاء لمناصب معينة. مصر تزكي الجزائر واعتبر رئيس الاتحاد المصري جمال علام بأن الجزائر هي الأقرب لاستضافة دورة 2017، مؤكدا، في نفس الوقت تقديم مصر ملف ترشحها أيضا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، أن مصر مستعدة لتنظيم الدورة في حال عدم إسنادها إلى الجزائر، إلا أن تقارير صحفية مصرية، قالت إن المكتب التنفيذي للكونفيدرالية الإفريقية تحفظ على قبول ملف ترشح مصر. وأوضحت نفس التقارير، أن الكاف بررت موقفها بسببين، الأول يتعلق بالغموض الذي اكتنف الطلب المصري، الذي لم يعبر بصورة واضحة عن استعداد “الفراعنة” لتنظيم الدورة، والثاني يعود إلى استياء الكاف من رئيس الاتحاد المصري، على خلفية غيابات هذا الأخير عن اجتماعات الكاف. وتوقعت التقارير المصرية اقتصار التنافس بين الجزائر وإثيوبيا، وبالتالي منح تنظيم الدورة لإحداهما. السودان ينسحب من المنافسة من جانب آخر، فاجأت التقارير الصحفية السودانية، بنقلها أمس، خبر انسحاب السودان من استضافة دورة 2017، وهو البلد الذي لم يكن اسمه واردا من قبل. وقالت صحيفة “قوون”، السودانية إن السودان قرر عدم خوض السباق للترشح لاستخلاف ليبيا. وأضاف نفس المصدر أن رئاسة الجمهورية أغلقت الباب رسميا أمام ملف استقبال السودان لنهائيات دورة 2017. ونقل على لسان وزير الشباب والرياضة، عبد الحفيظ صادق، أن السودان انسحب من السباق وأرجأ الترشح لدورات لاحقة إلى غاية الاستعداد الجيد لدخول سباق الترشح. وإلى جانب السودان، انسحبت زامبيا رسميا من السباق. وترشحت الجزائر وغانا وإثيوبيا، كما تحدثت تقارير صحفية أخرى عن ترشح زيمبابوي وكينيا ومصر لاحتضان دورة 2017، في انتظار التأكيد الرسمي لرفض ملف مصر. من جانب آخر، امتدحت الكاف المغرب الذي يستعد لاحتضان دورة 2015، وقالت إن المغرب سينجح في احتضان الدورة القارية القادمة.