سجّل وفاق سطيف اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المنافسة القارية للأندية البطلة في طبعتها الجديدة “رابطة الأبطال”، ببلوغه، أمس، المباراة النهائية على حساب الفريق الكونغولي القوي تي.بي مازيمبي، ليصبح أول فريق جزائري يتأهّل إلى النهائي منذ تحويل المنافسة من كأس الأندية البطلة إلى رابطة الأبطال الإفريقية في 1997. نجحت الكرة الجزائرية في ثالث محاولة لها بثلاثة أندية مختلفة في تجاوز عقبة الدور نصف النهائي لأفضل منافسة قارية للأندية، فبعدما خرج اتحاد الجزائر من هذا الدور في 2003 أمام إنييمبا النيجيري، وشبيبة القبائل أمام نفس الفريق تي.بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية في 2010، تمكّن وفاق سطيف من التأهّل إلى النهائي في مباراة حبست كل أنفاس الجزائريين في لومومباشي، وشهدت تسجيل خمسة أهداف كاملة، اثنان منها للفريق الجزائري الذي حصل على أفضلية الأهداف المسجّلة خارج القواعد، كون مباراة الذهاب انتهت ل«النسر الأسود” بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف بنتيجة 2 / 1. رغم افتتاح وفاق سطيف مجال التهديف مبكّرا عن طريق الهدّاف عبد المالك زياية في الدقيقة التاسعة، بعدما خادعت كرته الحارس كيديابا، عاد فريق تي.بي مازيمبي بقوة خلال المباراة وهدّد في أكثر من مناسبة مرمى الحارس الجزائري، وبعد كرة ثابتة تصدى لها خذايرية واصطدمت بعدها الكرة بالعارضة، استغل دانييل ني أدجي الكرة المرتدة ويسكنها الشباك برأسية في الدقيقة 21 من عمر المباراة، قبل أن يضيف العملاق كوليبالي الهدف الثاني في الدقيقة 38، مستفيدا أيضا من ركنية ليحوّل الكرة برأسية إلى الشباك. ولم تصمد تشكيلة المدرّب الجزائري خير الدين ماضوي أمام “الآلة” الهجومية الكونغولية، بدليل أن دفاع الوفاق عانى كثيرا في بداية الشوط الثاني، وتلقى هدفا بطريقة فنية رائعة أمضاه اللاّعب بولينجي في الدقيقة 53 من عمر المباراة، وأصبح تي.بي بعدها يبحث عن الضربة القاضية أمام معاناة الفريق الجزائري الذي استعاد توازنه مع مرور الدقائق، وضيع فرصتين لتقليص الفارق أهمها رأسية عبد المالك زياية التي تصدّى لها الحارس الكونغولي. وبعد إجراء ماضوي لبعض التغييرات في الشوط الثاني، تمكّن البديل سفيان يونس من قلب الموازين، بعد فتحة خادعت الحارس كيديابا في الدقيقة 75 من عمر المباراة، وهو هدف كان كافيا ليعيد الأمل للاعبي الفريق الجزائري ويجعلهم يغلقون كل المنافذ خلال ما تبقّى من عمر المباراة للحفاظ على مكسبهم الذي كان في طريقه ليدخلهم التاريخ. ورغم أن الحكم المصري احتسب أكثر من خمس دقائق كوقت بدل الضائع نالت من أعصاب الفريق الجزائري وكل الجزائريين، إلا أن الصمود تغلّب على الضغط، لتنتهي المباراة بنتيجة 3 / 2 للفريق الكونغولي، غير أنها نتيجة أهّلت الفريق الجزائري إلى النهائي، حيث سيواجه الوفاق فريقا آخر من الكونغو الديمقراطية وهو نادي فيتا كلوب الذي تأهّل على حساب الفريق التونسي النادي الصفاقسي. الوالي يخص الفريق بحفل استقبال رسمي بمقر الولاية أكدت مصادر من مقر ولاية سطيف أن الوالي قرر استقبال كل وفد ولاية سطيف، نهار اليوم بمقر الولاية، وذلك لتحيتهم على هذا الإنجاز الكبير، كما قرر الوالي منح اللاعبين تشجيعا ماديا خاصا بعد هذا التأهل. وتشير مصادرنا إلى إمكانية رفع المنحة التي كان قد وعد بها الوالي من 20 إلى 30 مليون سنتيم لكل لاعب، كما سيحظى اللاعبون بالعديد من الهدايا التي ستقدم لهم من قبل المستثمرين والمنتخبين المحليين. سطيف: زهير شارف فوضى عارمة عند نهاية المباراة اعتداء على حمّار والصحافيين وحكّام المباراة تعرّض رئيس وفاق سطيف حسان حمّار وحارسي عتاد الفريق إلى اعتداء من طرف مجموعة من مناصري فريق تي.بي مازيمبي عند نهاية المباراة. وتفاجأ رئيس الوفاق باقتحام الأنصار لأرضية الميدان وتوجههم إلى غرف تغيير ملابس فريقه، حيث كان ينتظر دخول لاعبيه، ليتم الاعتداء عليه إلى جانب حارسي عتاد الفريق، ما تسبّب له في إصابة على مستوى الرجل. كما تعرّض الإعلاميون الجزائريون إلى اعتداءات من طرف الجماهير في منصة الصحافيين، ودفع ذلك الصحافيين الجزائريين إلى الاختباء، ما حرمهم من متابعة أغلب أطوار المرحلة الثانية، بينما تم سلب الصحافيين آلات التصوير بالقوة. ولم يسلم مراسل “بي إن سبور” أيضا من الاعتداء، ما جعله يختبئ في غرف تغيير الملابس، بينما تدخلت قوات الأمن في آخر لحظة لتجنيب حكّام المباراة الكارثة، بعد تعرّضهم أيضا لاعتداء الجماهير، حين اقتحموا أرضية الميدان، وراح هؤلاء يشتمون الحكّام بعد إقصاء فريقهم. وتعرّضت غرفة تغيير ملابس الوفاق للتحطيم بعد المباراة، وتم سرقة بعض أغراض اللاّعبين، منها الهاتف النقّال للحارس سفيان خذايرية الذي كاد أن يذرف دموعا، كونه كان يحتفظ بذكريات جميلة وكثيرة في الهاتف. الفوضى العارمة عند نهاية المباراة، جعلت الجزائريين يختبئون في غرف تغيير الملابس في انتظار تأمين خروجهم من طرف قوات الأمن. مبعوث “الخبر” الرياضي: خ. إبراهيم
