قال الممثل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية رضا كاتب، إنه أصبح ممثلا بفضل نصوص عمه كاتب ياسين، وأوضح الممثل رضا كاتب الذي يزور الجزائر لتقديم فيلمه الأخير ”بعيدا عن الرجال” للمخرج الفرنسي دافيد افمان، إن العمل المسرحي هو البوابة الأهم لأي فنان قبل ولوج عالم السينما. هل هي مشاركتك الأولى في الأيام السينمائية للجزائر؟ أول مرة أشارك في الأيام السينمائية، وكان من المفروض أن أزور المهرجان السنة الماضية، لأنني كنت منشغلا بتصوير فيلم ”بعيدا عن الرجال” الذي عرض في فينسيا وتورنتو، ولم يعرض بعد في فرنسا، وأشارك في الفيلم عن دور محمد، وهو شاب جزائري من الريف، يقتل ابن عمه من أجل كيس قمح، لتتطور الحكاية وتتعقد مع تاريخ الثورة الجزائرية عبر شخصية مركبة تحمل كثيرا من المشاعر. أنت ممثل فرنسي من أصل جزائري، هل واجهت صعوبات في بداية عملك الفني؟ بدأت التمثيل منذ سنوات عبر خشبة المسرح، في الوقت الذي لم تكن هناك الكثير من الفرص للعمل في السينما، وكان السؤال الذي يراودني في البداية في فرنسا: هل أنا فرنسي حقا أم جزائري حقا؟ أمام حالة الغموض السياسي في فرنسا. لكن في السنوات الأخيرة أصبحت فرنسا أكثر انفتاحا، حيث يوجد هناك عمل كبير حول مواضيع الهجرة، من خلال التعامل مع أبناء الجالية، وشخصيا أشعر بحب وقوة داخلية كبيرة لتناول المواضيع ذات علاقة بثقافة الجزائر وإفريقيا. تربطك علاقة قرابة بكل من كاتب ياسين ومصطفى كاتب. ماذا أخذت منهما؟ تمثل لي الكثير، وقد بدأت أعمالا على الخشبة على نصوصه، من خلال تجسيد مونولوج ”لخضر”، وأيضا من خلال إعادة أشعار كاتب ياسين، كما قدمت عملا مشتركا مع أمازيغ كاتب، وكان إعادة لمسرحيته ”محمد اجمع حقائبك” التي قدمها سنة 1971، لهذا أقول إنني أصبحت ممثلا بفضل نصوص كاتب ياسين، وكنت أسعى دائما لبعث روحه فوق المسرح، لأنه نموذج الفنان الحر المبدع القريب من الناس، والرجل الحقيقي. لماذا لم تقدم أعمالا مع مخرجين جزائريين؟ لم أجد إلى غاية الآن السيناريو القوي الذي يقنعني، لأن العمل السينمائي هو رغبة وقناعة داخلية أكثر من بحث عن فرصة للعمل، أنا أنتظر السيناريو الجزائري الذي يتماشى معي، وشخصيا أحب أعمال المخرج إلياس سالم ووجهة نظره في قراءة الواقع، وأعتقد أن السينما الجزائرية لديها تجارب ناجحة هامة وإن كانت لا تزال تواجه مشاكل التمويل، لهذا لا نجد صناعة حقيقية للسينما في الجزائر.