فارقت سيدة حامل الحياة في ساعة متأخرة من يوم الخميس، في المؤسسة الاستشفائية بتندوف. وقالت مصادر من عائلة الضحية براهيمي إن (ب.م)، 35 سنة، توفيت هي وجنينها في ظروف غامضة بسبب حالة الإهمال والتسيب التي تعاني منها المؤسسة التي لم يبق منها إلا الاسم، بعد أن دخلت جناح الولادة في صحة جيدة ولا تشكو من أي ألم سوى آلام المخاض العادية. الضحية دخلت المستشفى مرفقة بعائلتها، وكان الطبيب المختص غائبا عن جناح الولادة، حيث رفض الالتحاق بالمستشفى لإجراء العملية رغم إلحاح الإدارة، وشرعت الممرضات بالجناح في قياس ضغط الدم. ورغم استيفاء كل الإجراءات، إلا أن الضحية بقيت على طاولة عرضة للبرد طيلة 12 ساعة كاملة، دون أن يلتحق الطبيب بالجناح لإجراء العملية. وفي حدود الساعة الواحدة صباحا، عادت العائلة لتستقي أخبار ابنتها، قبل أن تفاجأ بخبر وفاتها وجنينها دون تقديم أسباب مقنعة عن ظروف وملابسات وفاتها، غير أن أحد أفراد العائلة علم من بعض الممرضين والعاملين بالمستشفى أن الطبيب رفض الالتحاق بالمستشفى لإجراء العملية للضحية رغم إلحاح الطبيب المناوب، حسب تصريحات من عايشوا الحادثة. وفاة السيدة الحامل شكلت صدمة كبيرة لعائلة الضحية ولزوجها الذي أشار إلى أن زوجته وجنينها كانا يتمتعان بصحة جيدة، وهو ما دفعه للمطالبة بفتح تحقيق بعد أن لقي دعما ومساندة من طرف المواطنين وهيئات المجتمع المدني في تندوف، التي طالبت بفتح تحقيق عاجل للوقوف على الإهمال واللامبالاة بالمستشفى وخاصة مصلحة الولادة واتخاذ إجراءات ردعية في حق المتسببين في وفاة الضحية حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي بذات المستشفى الذي شهد العديد من الحالات المماثلة، خصوصا أن الحادثة أصبحت حديث العام والخاص في مدينة تندوف. وقد حاولنا، من جهتنا، الاتصال بمدير المستشفى أكثر لمعرفة حقيقة الوقائع، إلا أننا فوجئنا برد غريب من طرف المدير الذي طلب منا احترام التسلسل الإداري والحصول على إذن مسبق من مدير الصحة الذي كان في مهمة خارج الولاية.