فضيحة تهز قطاع الصحة بمستشفى سور الغزلان فاة امرأة وجنينها لم يكن يعتقد ابنها الذي دخل المدرسة لأول مرة حاملا محفظته، أنه عندما سيعود مساء لن يجد والدته في انتظاره، وحتى يُسكتوه عن البكاء قالوا له: ..لا تقلق أمك ستعود مساء...مرت الساعات تدخل الأم المستشفى يسقط جنينها لتدخل بعدها في رحلة عذاب لمدة ثلاثة أيام تشرّدت فيها من مستشفى لآخر، انتهت بوفاتها بسبب إهمال طبي.. فهل يدرك المسؤولون أنه لغاية كتابة هذه الأسطر يرفض ابنها الدخول للبيت لأن والدته لم تعد موجودة به؟ حادثة وفاة الضحية حرّكت مدينة سور الغزلان بولاية البويرة بكاملها بعد رحيل السيدة"قاصري مسعودة" بسبب إهمال طبي وتصرفات غير إنسانية عبر أربعة مستشفيات، رغم أن ما أصابها مجرد آلام إجهاض انتهت بإسقاط جنينها ثم استئصال رحمها ثم نزيفا حادة تليه وفاة غامضة سببها منظومة صحية أصبحت تقتل النساء على فراش الولادة. تفاصيل الحادثة حسب رواية شقيقتها ل"الشروق" أمس، تعود إلى إصابة الأم بآلام إجهاض عادية، نقلت على إثرها لمستشفى سور الغزلان في تمام الساعة الثالثة مساء، وهو المستشفى الذي يحتضن أكبر مدرسة لتعليم الشبه الطبي والقابلات، وكل هذا لم يسعف المريضة من أن تجد طبيبا أخصائيا في التوليد يتكفل بحالتها، مما جعلها رهينة ممرضات قمن بإسقاط الجنين، لكن حالة الأم بقيت حرجة لمدة 17 ساعة كاملة عجز فيها هذا المستشفى عن توفير طبيب أخصائي في التوليد لإنقاذ الأم من الوفاة. وأمام عجز الممرضات حاولت عائلة المريضة الاستنجاد بطبيب أخصائي لأجل دخوله المستشفى وإنقاذه للأم، لكن إدارة المستشفى رفضت منحه ترخيصا بالدخول مما جعله يشخص الحالة عن بُعد، مانحا وصفة أدوية للمريضة، لكن الممرضات رفضن منحها حتى الدواء، تاركين إياها لمصير مجهول داخل المستشفى لمدة ثلاثة أيام كاملة، دون أن توفر الإدارة طيلة هذه المدة طبيبا أخصائيا، وفي النهاية قامت العائلة بطلب لأخذ المريضة ونقلها لمستشفى آخر لتحول إلى مستشفى الولاية، لكن ولأسباب بيروقراطية رفض دخول المريضة تحت أي سبب، حتى وهي بين الحياة والموت وكأنها جاءت من ولاية أخرى، تم نقلها فيما بعد لمستشفى بلدي آخر، والتي حسب قول شقيقتها وزوجها فإنه لولا حالتها الصحية الكارثية لما سمح لها بالدخول في مستشفى امشدالة، ولخطورة الوضع ومحاولة لإنقاذها تم استئصال رحمها، غير أنه بعد تفاقم الحالة تم نقلها على جناح السرعة لمستشفى تيزي وزو.. إلا أن المريضة وافتها المنية في منتصف الطريق ...فمن يتحمل المسؤولية.
750 امرأة تموت في الجزائر على فراش الولادة فور وفاة "قاصري مسعودة"-رحمها الله- تحرك مئات المواطنين احتجاجا على سوء الظروف الصحية بمستشفى سور الغزلان، حيث اتجهت العائلة لرفع دعوى قضائية ضد إدارة المستشفى باعتباره المسؤول الأول عن التكفل بحالة المريضة والتماطل في علاجها لمدة ثلاث أيام دون توفير طبيب أخصائي في التوليد لإنقاذها. وقد ثار السكان أمس على فوضى الأطباء الأخصائيين ممن تحوّلوا إلى نشاط العيادات الخاصة، فالمرأة الحامل التي لا تداوم عند الطبيب الأخصائي في عيادته الخاصة لا يمكن لها أن تلد بعميلة قيصرية داخل المستشفى. والأكثر من ذلك تكشف تقارير طبية أن مستشفى سور الغزلان عرف في أقل من شهر وفاة 6 نساء حوامل على فراش الولادة، إلى جانب تحويل أغلب الولادات بالعمليات القيصرية إلى مستشفى الأخضرية بالرغم من أن المستشفى من حيث الإطارات والإمكانيات البشرية هو الأكبر من نوعه، سيما وأنه يحتوي على أكبر مدرسة وطنية للشبه الطبي. ومعلوم، أن نحو 750 امرأة تموت سنويا في الجزائر على طاولة الولادة، وحسب الإحصائيات المسجلة فإن حالات الوفيات عند النساء التي تتراوح أعمارهن بين 25 و45 سنة، الأمر الذي أصبح يعتبر ظاهرة يجب على الوزارة التدخل لإيجاد علاج لها. يذكر أنه فور اندلاع الاحتجاجات التي حاصرت مستشفى سور الغزلان، أوفدت وزارة الصحة لجنة تحقيق في الموضوع، تحرك على إثرها مدير الصحة الذي اكتفى بالتنقل للمستشفى دون أن يمنح إيجابات مقنعة للمحتجين.