يبدو أن الجزائريين قد تعودوا على استقبال كل عام جديد بلهيب أسعار يطال المواد الغذائية الأساسية التي يجد نفسه مضطرا لاقتنائها، باعتبار أنه لا بديل عنها، وهو نفس ما تم تسجيله نهاية 2013، حيث صنعت الفاصولياء الحدث وقتها، بعد أن قفز سعرها من 140 دينار إلى 300 دينار، وهو ما أثار موجة سخط وغضب في أوساط المواطنين سرعان ما انتهت باستسلام هؤلاء لسياسة شد البطون، ليتحول طبق “اللوبياء” إلى أكلة ميسوري الدخل. لكن وبعد أن تنفس المواطن البسيط الصعداء بانهيار سعر هذا النوع من الحبوب الجافة إلى 180 دينار في الفترة الأخيرة، استيقظوا منذ أيام قليلة على “فاجعة” ارتفاع سعرها مجددا ليصل 240 دينار، ليس هذا فقط، فالفاصولياء ليست المعنية الوحيدة بالتهاب الأسعار، حيث كشفت جولة إلى مختلف أسواق التجزئة والجملة، بأن سعر العدس الذي كان يعادل 70 دينارا منذ فترة قصيرة قفز إلى 160 دينار، أي بزيادة أكثر من 100 بالمائة. ويأتي هذا الارتفاع الفاحش، بعد أن تحولت مختلف اللحوم الحمراء وحتى البيضاء، إلى محرمات لا يجرؤ المواطن البسيط حتى على النظر إليها، إذ قفز سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج، بين عشية وضحاها إلى 350 دينار في معظم الأسواق، بعد أن بلغ في وقت سابق 240 دينار. ويبدو أن المواطن الذي تعود على تعويض الفوائد الغذائية الموجودة في هذه اللحوم بمواد أخرى، على غرار البيض ومختلف مشتقات الحليب، يواجه اليوم أزمة غذائية حادة، بعد أن ارتفع سعر الحبة الواحدة من البيض من 11 دينارا إلى 13 دينارا، في أسواق التجزئة مقابل 11 دينارا في الجملة.ليس هذا فقط، فزيت المائدة لم يسلم هو أيضا من الزيادة، حيث قفز سعره من 130 دينار إلى 135 دينار للتر الواحد، إضافة إلى حليب الغبرة الذي انتقل سعره من 70 دينارا إلى 100 دينار لكيس 250 غرام، موازاة مع ارتفاع سعر حليب العلب من مختلف الأنواع من 70 دينار أيضا إلى 100 دينار. غير أن المادة التي ستحدث أزمة كبيرة، هي الفرينة، التي قفز سعرها من 45 دينارا للكيلوغرام إلى أكثر من 60 دينار، وهو ما يفسر الندرة المسجلة في مادة الخبز خلال الأيام الأخيرة، حيث هدد عدد كبير من الخبازين بوقف صنع هذه المادة الأساسية التي أصبحت الملجأ الوحيد للمواطن البسيط، ما لم تعجل المصالح المعنية إما بضبط سعر مادة الفرينة أو رفع سعر الخبز. وفي تعليقه على هذه الزيادات في الأسعار، قال الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين، محمد الطاهر بولنوار، إن تنظيمه سجل قفزة كبيرة في أسعار مختلف البقوليات والحبوب والجافة، مرجعا السبب الرئيسي إلى كونها مستوردة، حيث لازالت الحكومة لم تحكم قبضتها بعد على الاحتكار والمضاربة التي تقف وراء هذا الارتفاع في كل مرة، باعتبار أن الأسعار المطبقة في الأسواق العالمية بالنسبة لهذه المواد، مستقرة حاليا. وربط محدثنا ارتفاع سعر العدس إلى أكثر من 100 بالمائة، إلى الطلب المتزايد عليه في هذه الفترة بالذات، من طرف المستشفيات والمطاعم الجامعية والشعبية.