سقطت، مرة أخرى، الحملة التحسيسية التي تبنتها السلطات العليا في البلاد للحد من ظاهرة العنف في الملاعب، حيث ضرب هذا الداء من جديد مدينة الأربعاء، قبل، أثناء وبعد مباراة الأمل المحلي أمام شباب بلوزداد التي احتضنها، أول أمس، ملعب إسماعيل مخلوف، برسم الجولة 14 لرابطة الاحتراف الأولى. وفي هذا السياق، أكدت مصالح الحماية المدنية لمدينة الأربعاء أمس أن عدد الجرحى بلغ 19، من بينهم أربعة أفراد من قوات الأمن، وذلك بسبب التراشق بالحجارة بين أنصار الفريقين ورجال الأمن، ليس بعد اللقاء، فحسب، وإنما أثناء المقابلة التي انتهت لفائدة الأمل المحلي بنتيجة (2/0). هذا وأقدمت مصالح الأمن، بعد نهاية المقابلة وحتى أمس، على توقيف عدد من الأنصار، ممن يشتبه فيهم الضلوع في أعمال الشغب التي أعقبت المباراة المذكورة. رئيس شباب بلوزداد، رضا مالك، يحذر “انتظروا الكارثة لو تستمر الأربعاء في الاستقبال بملعبها” ناشد رئيس مجلس إدارة شباب بلوزداد، رضا مالك، مسؤولي الرابطة المحترفة لإعادة النظر في اعتماد ملعب إسماعيل مخلوف بالأربعاء لإجراء مباريات بطولة القسم الأول الاحترافي، محذرا من وقوع “الكارثة” مستقبلا، بناء على الأحداث الخطيرة التي شهدتها مباراة فريقه أمام مستضيفه أمل الأربعاء عشية أول أمس. وأكد مالك في تصريح ل”الخبر” بأن شباب بلوزداد، مسيرين ولاعبين وأنصارا، قضوا أمسية سوداء بملعب إسماعيل مخلوف، جراء التهديدات والاستفزازات التي وجهت لهم قبل وأثناء المباراة، قائلا: “من المؤسف جدا ما حدث، لقد كان كل شيء مدبرا، منذ وصولنا لموقف السيارات بالملعب بدأت الاستفزازات والتهديدات، أشخاص كانوا يحملون صدريات الأعوان أسمعونا وابلا من الشتائم، والأمر امتد لغرف الملابس أين قابلنا بعض مسيري الفريق المحلي الذين شتموا بدورهم لاعبيهم السابقين في صورة شرفاوي.. والمؤسف أن كل هذا تم تحت أنظار أعوان عناصر الشرطة، التي بموقفها هذا جعلتني أشك بأنها متواطئة مع هؤلاء”، على حد تعبير رئيس شباب بلوزداد، الذي دافع بشدة عن أنصار فريقه، موضحا بأنهم كانوا الضحية في تلك الأحداث، وتابع: “لقد وضعوا أنصارنا في مدرجات غير لائقة وهشة لا تليق حتى للبهائم، مدرجات انهارت بمجرد وقوفهم عليها، حذرت مسيري الأربعاء ومحافظ الأمن لكن دون نتيجة.. يقولون إن أنصار الفريق المحلي قاموا برشق أنصارنا لأنهم بدأوا بالشتم، لكن كل الملعب كان يفعل ذلك، أنصارنا كانوا محاصرين، لقد تم رشقهم من العمارات المجاورة، فيما صعد آخرون فوق سطح المدرجات وقاموا برشقهم أيضا، والنتيجة العديد من الإصابات، في حين أن أنصار الأمل لم يصب أي واحد منهم”. وشدد مالك على أن فريقه تجنب الكارثة بخسارته للمباراة، محمّلا المسؤولية لإدارة الأمل فيما حدث، قبل أن يضيف “عسلة صرح لي بأنه وبقية اللاعبين كانوا متخوفين من اقتحام الملعب، هذا يعكس تأثر معنويات اللاعبين وخوفهم بعد الذي شاهدوه قبل وخلال المباراة، أحمّل المسؤولية للفريق المحلي لأنه المسؤول قانونيا عن تنظيم المباراة، واستنكر كلام عماني الذي يحمّل المسؤولية للاعبين السابقين لفريقه الذين التحقوا بالشباب، وأذكره بأنهم كانوا في نهاية عقدهم وهم أحرار في حال ما لم يرغبوا في البقاء معه، واستغل الفرصة لأوجه نداء للرابطة بضرورة إعادة النظر في اعتماد هذا الملعب مستقبلا، شخصيا أتوقع حدوث جريمة مستقبلا في حال ما استمر الفريق المحلي في الاستقبال فيه، خاصة في حال ما بات يلعب على ضمان البقاء”. الجزائر: ك.شعيب رئيس أمل الأربعاء، جمال عماني، يصرح “قوات الأمن هي التي خصصت مدرجات لأنصار بلوزداد” حمّل رئيس أمل الأربعاء، جمال عماني، في تصريحه للصحافة أول أمس، بعد نهاية مباراة فريقه أمام شباب بلوزداد، قوات الأمن مسؤولية أعمال الشغب التي حدثت بعد نهاية اللقاء بين أنصار الفريقين. وقال عماني إن السلطات الأمنية بمدينة الأربعاء، هي التي خصصت المدرجات الصغيرة لأنصار شباب بلوزداد وليس إدارته، مضيفا “حتى وإن لم يكن عدد أنصار شباب بلوزداد كبيرا، غير أن ذلك لم يمنع من حدوث تجاوزات”. وأما بخصوص الفوز الذي حققه فريقه، فقد أشار الرجل الأول في الفريق إلى أنه سعيد وحزين في نفس الوقت، فهو حزين لما حدث بعد اللقاء وكذا كون فريق شباب بلوزداد فريق القلب وفريقا يحبه، وهو سعيد بالفوز الذي حققه فريقه الذي كان لزاما عليه تحقيق نتيجة إيجابية والفوز بالنقاط الثلاث. للإشارة، حاولت “الخبر” أمس الاتصال بالرئيس عماني، غير أن هاتفه لا يرد. البليدة: م. بكداش