كشف مصدر عليم أن مصالح الأمن استغلت تكنولوجيا معقدة لتتبع أجهزة الكمبيوتر المحمولة في عملية القضاء عبد المالك ڤوري، الذي كان محل متابعة دائمة منذ عام 2009، إلا أن عملية المتابعة تم تكثيفها في الشهرين الأخيرين، حيث تمت مضاعفة عدد ضباط المخابرات التابعين لمديرية أمن الجيش والمصلحة المركزية لمكافحة الإرهاب. واتجهت عملية تتبع أمير جند الخلافة في عدة اتجاهات، كان الأول هو زوجته التي وضعت تحت الرقابة الأمنية الخفية على مدار الساعة. وقد كان موضوع زواج ڤوري عبد المالك أمرا بالغ السرية، توصل إليه محققون قبل أشهر قليلة، إلا أن ڤوري لم يقترب من موقع إقامة زوجته، وهي شقيقة أحد الإرهابيين القتلى في إحدى ضواحي مدينة بومرداس. وقال مصدر أمني رفيع إن العملية العسكرية الضخمة التي شارك فيها 3 آلاف عسكري في مناطق جبلية عدة بولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة، كانت مجرد عملية استعراضية، هدفها الوحيد هو دفع ڤوري عبد المالك ومقربيه للجوء إلى إحدى المدن القريبة، وهذا ما سهل عملية تتبع والقضاء على ڤوري الذي دخل إلى الملعب الذي تجيد مصالح الأمن العمل فيه، وهو المناطق الحضرية. وأشار مصدرنا إلى أن المحققين تتبعوا 3 خيوط وصلوا عبر أحدها إلى صيدهم الثمين، الأول كان شريط الفيديو الذي بثه تنظيم جند الخلافة بعد مقتل غوردال، وقد توصل المحققون بعد جهد إلى عنوان جهاز الكمبيوتر الذي تم عبره تحميل شريط الفيديو في شبكة تواصل اجتماعي. وسمحت عملية تتبع عنوان جهاز الحاسوب المحمول أو كما تسمى “آدريس إيبي” بالوصول إلى أجهزة أخرى أرسل عبد المالك ڤوري بنفسه رسائل إلكترونية عبر أحدها، ثم تم تحديد موقعه التقريبي، وبعدها تمت ملاحقته. وأضاف مصدرنا أن الأمر الثاني الذي قاد المحققين، كانت زوجة عبد المالك ڤوري التي تمت مراقبتها من قبل مجموعة كبيرة من المختصين، أما الثالث فكان استجواب إرهابي من أعضاء تنظيم جند الخلافة أوقف من قبل الأمن وقدم معلومات شديدة القيمة أثناء التحقيق. وارتكب عبد المالك ڤوري سلسلة من الأخطاء سهلت عملية رصده والقضاء عليه، وأهمها ظهوره ملثما في شريط فيديو بث بعد ذبح الرهينة غوردال، وتم التعرف عليه في الشريط وعلى أغلب عناصر المجموعة، بحيث تم استغلال هوية عناصر المجموعة في عملية الملاحقة الأمنية، والثاني هو تنقله في منطقة مدنية وهو المحظور الذي وقع فيه ڤوري.